بائع الفستق ابو احمد النيجيري احتضنته عمان فاحبها حد العشق
12-02-2009 05:07 AM
عمون - بترا - حمد الحجايا - "احتضنتي عمان بين ذراعيها شابا غريبا منذ كان عمري 19 عاما كأم حانية, فألفتها واحببتها, فبادلتني الحب بالحب, فكانت لي الموطن والاهل والاحبة", بهذه العبارات بدأ "بائع الفستق" ابو احمد النيروبي حديثه النابع من القلب وهو يسرد قصة رحلته من مدينة نيروبي في نيجيريا الى ان استقر به المطاف في عمان.
لم يعلم هذا المواطن الاردني من اصل نيجيري عمر محمد حمزة النيروبي الملقب بـ "ابي احمد" - الذي يناهز الثمانين عاما من عمره - ان المطاف سينتهي به في عمان بعد ان تقطعت به السبل قبل ما يقارب الستين عاما عندما رافق خالته وعمره انذاك سبعة عشر عاما لاداء فريضة الحج في بيت الله الحرام.
" لكن الله اراد غير ذلك " بهذه الكلمات المؤمنة يتابع "ابو احمد" سرد قصته لوكالة الانباء الاردنية " فبعد ان وصلت وخالتي الى السودان المّ بها مرض توفيت على اثره ودفنت هناك, لكنني واصلت رحلتي بغية الوصول الى مكة, فتوجهت الى مصر ومكثت فيها اياما, بعدها توجهت الى فلسطين ومكثت بها ما يقارب السنة الى ان حدثت نكبة 1948 حينها رافقت المهاجرين من فلسطين الى الاردن".
ويكمل حديثه "استقر بي المطاف في عمان التي كانت انذاك مدينة صغيرة - لكنك سرعان ما تألفها - عملت في البداية حارسا لموقف سيارات لمدة عام ولم ارتح في هذا العمل, ونصحني بعض الاصدقاء ببيع الفستق, فذهبت الى محددة لتفصيل عربة تحمل "محمصة" الفستق الصغيرة, نصبتها على ناصية دخلة سوق الذهب في شارع الملك فيصل, كلفتني حينها عشرة دنانير وما زلت منذ ذلك الوقت اعمل في هذه المهنة".
رغم كهولته وجسده النحيل الا انه ما زال يعمل في بيع " الفستق" يقف امام عربته شامخا منذ اكثر من ستين عاما تعلو وجهه الاسمر ابتسامة لم تتغلب عليها مرارة السنين الخوالي التي عاشها وعائلته على الكفاف من رزق بسيط, يقول ابو احمد " هذا ما قدره الله لي في هذه الحياة, وانا راض بما قسمه الله من رزق لي ولعائلتي المكونة من اربع بنات وولدين.
ما يزال "ابو احمد" يقف في تلك المساحة البسيطة على ناصية شارع الملك فيصل راضيا محبا ووفيا الى عمان التي احتضنته بود وحنان فبادلها الحب والوفاء.