لقد كثر الحديث والجدل حول الزراعة ونوعية الترب والمياه التي تروى بها وخاصة في وادي الاردن، وللوقوف عل هذا الموضوع بكل شفافية قمت باجراء دراسة حول هذا الموضوع وليس سرا ما توصلت اليه حيث قمت بنشر نتائج هذا البحث في واحدة من افضل الدوريات العالمية (of Arid Environments/ ELSEVIER Journal)
وهدفت الدراسة الي مايلي:
1. تحديد مصادر تلوث التربة من الممارسات الزراعية
2. اقتراح وسائل مناسبة للتقليل من مخاطر التلوث
3. دراسة تأثير نوعيات مختلفة من المياه على التربة الزراعية
4. التعرف على أعراض نقص العناصر الغذائية ، أو التراكيزالعالية من الأملاح.
ان الوحدات الزراعية التي تم اخذ العينات منها تقسم الى قسمين حسب نوعية المياه : القسم الاول يروى من مياه نهر اليرموك (1WQ) والقسم الثاني يروى من مياه سد الملك طلال (WQ3). لقد تم اخذ عينات التربة تحت نظام الري بالتنقيط من تحت خط الري مباشرة ومن بين الخطوط الزراعية ومن بين النباتات وبالنسبة للري السطحي اخذت العينات عموديا" وافقيا".
ولهذا اخذت العينات من خط الزراعة او الري ومن بين الخطوط أفقيا وعموديا على الأعماق التالية (صفر- 20سم ، 20- 40سم ،40-60 سم في الترب المزروعة بالمحاصيل الخضرية والى عمق 80سم في الترب المزروعة بالاشجار المثمرة) ، كما تم اخذ عينات من ارض بكر لم تزرع من قبل من الاراضي المجاورة للوحدات الزراعية التي تروى من مياه اليرموك وكذلك تم اخذ عينات من ارض بكر مجاورة للوحدات التي تروى من سد الملك طلال. لقد بلغ العدد الكلي للعينات 486 عينة منها 324 عينة من الوحدات المزروعة بالخضار و 144 مزروعة بالحمضيات و 18 عينة من اراضي بكر . جميع العينات تم إجراء التحاليل الكيماويـة والفيزيائيـة والميكروبيولوجية التاليه :
pH, EC, OM, CEC, CaCO3, Texture, Na, Ca, Mg, K, Cl, SO4, CO3, HCO3, NO3, As, Cd, Co, Cr, Cu, Fe, B, Mn, Mo, Ni, Pb, Se, Zn, Hg & p, k(available) and microbiological parameters.
وقد خلصت الدراسة الي ان كافة التحاليل لعينات التربة المأخوذة من مزارع الخضار والحمضيات انه لا يوجد أي تلوث للتربة بالمعادن الثقيلة سواء بالتي تروى من مياه اليرموك أو التي تروى من مياه سد الملك طلال، وفي كافة العينات المأخوذة لم اجد اي تجاوز للحدود المسموح بها وهذه ميزة لترب الاغوار حيث ان العناصر الثقيلة لاتذوب بينما اذا وجدت تترسب للاسفل وبهذا فان احتمالية امتصاصها من قبل النبات غير وارد على الاطلاق.
لكن تبين ان هناك زيادة في تركيز بعض العناصر الغذائية الكبرى (النيتروجين، البوتاسيوم، والفسفور) وهذا ليس ناتج عن مصادر الري ولكن هو حصيلة التسميد المفرط من قبل المزارعين ولذا نوصي بان يتم تفعيل برامج الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة لتوعية المزارعين بهذا القضية والتي لها علاقة بخفض المردود الاقتصادي للمنتجات الزراعية وهي بدون شك تساهم في تملح التربة و إلى تدني نوعيتها مما يشكل عبئا بيئيا ، كما يحد التملح من إنتاجية الأرض ، ويؤدي إلى تدني خصوبتها ، ويتطلب لاحقا إنشاء أنظمة صرف للتخلص من هذه الأملاح وهذا بالمحصلة يشكل عبئ على كاهل المزارعين وتقليل العائد الاقتصادي لهذه المنتجات الزراعية.