facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الكفارات "من الياقوت الأحمر إلى الزمرد الأخضر "


د.حنين عبيدات
05-11-2018 02:23 AM

هكذا هي بلادي ، جنتي وهواي وميلادي ، خريفها خيرات تنادي القاصي والداني ، أرضها تخرج لنا ما قسمه الله ، و وجد عليها من هو القائم والباني .

الكفارات بلادي ترتدي ثوبها الأخضر في خريفها ، لتعطينا حنان من الأرض ، و رزق من السماء ، تعودنا أن نقطف رمانها في خريفها ليستهوي أفئدة زوار أوديتها حين ينادي عليهم ويغازلهم مبتسما هاويا .

موسم الرمان في بلادي حيث الأودية الخضراء الكبيرة ، ونواطير لها ينصبون الخيام ويجلسون على فانوس صغير يزودهم بضوء الأصالة والبساطة و جمال الحياة ، و زوارهم يستذكرون طفولتهم بين أشجار الرمان وعلى أنغام شبيبة الفلاح الذي يروي بعزفه ليالي الزمان وحكايات شهرزاد .
لا تتوقف بلادي عن ولادة الخير ، فحين يصمت الرمان ويغادر مكانه حزينا مناديا على من أقسمت السماء به وهو الزمرد الأخضر "الزيتون" فيقول : زمانك قد حل لتغرقهم بالخير والأمل ، فيرد الزيتون مبتسما : ما أجمل اللؤلؤ الأحمر حينما يغادر حزينا لعشقه هذه الأرض .
يبدأ الزيتون موسمه الحنون المجنون ، فتمتلأ البساتين بالجماهير لتقطف ثماره وهي تغني "الهجيني" " وعلى اربد ياطالبين الشوق مروا على التل وجواره " وغيرها من طربيات الزمان ، مجتمعين أبناء الزيتون فهو لا يفرق بين أحد ، عنده يتفق الجميع من الطبيب للمهندس للمعلم لعمال الوطن ، يتفق فيه السقيم والعليل والطيب والمشافى والمعافى ، تتفق فيه النساء والأطفال الصغار والكبار ، نعم كلهم يتفقون بضحكات البساطة والبراءة وذكريات الطفولة .

مفارش على الأرض وبساط البساطة ، و زيتون يركن بين ثناياه و بركة العائلة "الجدة" تنظف الزيتون من ورقه ، و نساء تحت الشجر تتعفر ايديهن بالتراب حين يلتقطن الزيتون عن الأرض ، والرجال على الشجر يقطفون ويغنون ويضحكون ومع ذلك متعبون وكل هذا التعب الكبير إلا أنه لذيذ .
مباركة هي بلادي ، برمانها وزيتونها حينما أقسم الله سبحانه وتعالى بهما في كتابه ، وبمعركة اليرموك الخالدة على أرضها ، و بكنيسة الرفيد حين تقرع أجراسها مدوية في سماءها ، وبشهداءها الذين سقطوا على أرض الصمود "فلسطين" ، وبشعراءها وعلماءها و نساءها و رجالها ، مباركة بهواءها بترابها ، بعيون ماءها وينابيعها ، بوديانها و جبالها و سهولها ، بلادي أينما التفتم ستجدون فيها العظمة ، والتاريخ ، و الأصالة ، كلها محفورة في كتب الأذهان والعقول لليوم ، ومحفوظة في مجلدات وكتب المؤرخين والروائيين والكتاب والشعراء .

"الكفارات مدرسة خاصة ".





  • 1 رانيا شويكة 05-11-2018 | 03:05 AM

    لودامت لغيركم لما وصلت لكم

  • 2 المحامي محمد احمد الروسان 05-11-2018 | 08:54 AM

    رائعه دكتوره حنين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :