facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التنوع والتعدد قوة


المحامي د. أحمد محمد العثمان
07-01-2019 01:45 PM

يخلط كثير من المحللين والباحثين بين الوحدة والوفاق بالرغم من الإختلاف الشاسع بين المفهومين ، فالوحدة تعني الإندماج والإنصهار ، في حين يعني الوفاق التعايش وإدارة العلاقات الداخلية والخارجية للدولة بالرغم من الإختلاف والتنوع والتعـدد مع إحتفاظ كل واحد من المكونات بذاتيته وشخصيته ، وبالنظر للخلط المتقدم فقد فشلت المؤسسات بين الدول العربية في تحقيق أهدافها من مثل مؤسسة الجامعة العربية ، ومجلس الوحدة الإقتصادية وغيرها مما يماثلها وما يشابهها ، فقد تم إقصاء دول مؤسسة لتلك المؤسسات بمجرد الإختلاف معها ، وكان الطرد يتم خلال دقائق دون إجراء أي ترتيبات مما يعني أن الدول الأعضاء غير مؤثرة وفي تلك المؤسسات كما أن تلك المؤسسات ، غير مؤثرة في الدول الإعضاء وإلا ما كان يمكن أن يتم إقصاء الدول عن هذه المؤسسات بكل هذه السرعة التي تم بها الإقصاء .

وقد إنعكس ذلك الخلط بين المفهومين على العلاقات داخل الدول وعلى الفكر العربي ، مما جعل المحللون العرب يخرجون علينا عبر الفضائيات ليمطرونا بالقول بأنه لا يمكن وضع القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح إلا بإنهاء الإنقسام بين فتح وحماس ، وهنا أقول لكل المحللين العرب بأن القضية الفلسطينية موجودة قبل فتح وحماس ، فهل يعقل أن يتبع السابق اللاحق ؟ إن المطلوب هو الوفاق وإدارة العلاقات بالرغم من الخلافات والإختلافات ، فالخلافات والإختلافات ظاهرة صحية أذا أحسنا إدارة العلاقات بالرغم من وجودها ، بل أن التنوع والتعدد قوة إذا أحسنا التعامل معه ، لذا فإن المطلوب هو إدارة العلاقات بين المكونات الفلسطينية مـــع بقاء التنوع والتعدد والإختلاف ، عندئذ يصبح ذلك كله عامل قوّة لا عامل ضعف .


وما تقدم يتعين تطبيقه في المملكة الأردنية الهاشمية ، إذ يجب أن يعبر كل مكوّن من مكونات الدولة الأردنية عن أصله مقروناً بأردنيته فيعرف على نفسه بأنه أردني فلسطيني ، أوأردني سوري أو أردني عراقي أو أردني شيشاني أو أردني شركسي الى أخر ذلك من التنوعات العرقية لأن الإعتزاز بالأصل مقروناً بالهوية الأردنية يعطي قوة ومنعة للدولة الأردنية فعظمة أمريكا تتجلى وتكمن في تنوعها وتعددها فترى موظفاً عاماً في مركز وظيفي متقدم يضع علم بلده الأصلي الى جانب العلم الأمريكي على سيارته الحكومية ، فما وهنت أمريكا ولا ضعفت من ذلك ، بل إزدادت قوة ومنعة ولعل قوة أمريكا تكمن في إدارة العلاقات بين المكونات الأمريكية بالرغم من تنوعها وتعددها . هذه فكرة للنقاش لعلها تجد سبيلاً للتنفيذ إن كانت مناسبة أو تجد طريقها للوأد إن كانت غير مناسبة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :