دعايات وورش حداده ونجاره واصوات وزعيق وصراخ واضواء وموقف للسيارات وديكور وصراخ اطفال على الهاتف كل ذلك ليس في حي شعبي وانما في البرنامج التلفزيوني ( رمضان معنا احلى ) ، هذا البرنامج بلا لون ولا طعم ولا رائحه ولا يستحق ان تضيع من وقتك الدقائق البسيطة في مشاهدة فتاتان تزعقان وتصرخان بصوت اجش يصلح للبيع على سيارات الغاز او الادوات والمعدات القديمة او سيارات الخضار للدلالة والاشارة على اسعار البندورة والخيار ، ولا يمت بصلة لبرامج المسابقات في الفضائيات المختلفة والادهى والامر ان يتم عرضه في وقت الذروة للمشاهدة بعد اذان المغرب ، ولا ادري ما ذنب الشعب الاردني ان يتم معاقبته بهذه الطريقة البلهاء ليطفىء حرارة صيام نهاره في برنامج كله هبل في هبل .

وبالرغم من احترامي وتقديري لشخص مدير عام مؤسسة التلفزيون والاذاعة الاردني والذي اعرف ذوقه الرفيع في تطوير برامج تلفزيوننا العزيز من يسعد صباحك ويوم جديد وغيرها ، بالاضافة الى وجود كثير من الكفاءات القادرة على عرض وتقديم هذا البرنامج بصورة افضل الا ان اللجنة المعنية في اختيار هاتان الفتاتان كانت تضع وقت المقابلة نظارات سوداء وعلى اذانها سماعات بحيث وافقت على اختيارهما وما هي المعايير التي تمت بناءً على ذلك ، وقدموهما في هذا الشهر الرمضاني المبارك ليكون مكافأة صاعقة لمشاهد التلفزيون الاردني ، وما ظننت نفسي بعد مشاهدة هذا البرنامج الا امام احدى المحطات الفضائية العربية الهابطة في الاداء والمستوى وكانت رحمةً لنا المحطات الاخرى لمشاهدة طاش ما طاش وغيره ، وبعد ذلك يلومون الناس لماذا الهروب الى المحطات الفضائية الاخرى والله يعين الذي لا يملك جهاز استقبال للمحطات الفضائية وتنحصر مشاهدته وعائلته على القنوات الارضية .

وما يزيد الامر توتراً هو سماع ضجيج اللغة العامية المستخدمة غير المفهومة وكذلك المبالغة لحد الاسفاف بعقل المشاهد من خلال تقديم الهدايا الكثيرة بمجرد كلمة الو وبدون الاجابة على أي سوآل ، وما اقول الا اعان الله المشاهد الاردني على محطته الفضائية .
bsakarneh@yahoo.com