facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"المرأة العربية ثورة"


د.حنين عبيدات
30-10-2019 02:49 PM

تعد المرأة العربية العمود الرئيس الذي يرتكز عليه الأوطان ، و هذا الأمر يشهد له التاريخ و المواقف التاريخية التي حفرت على جدران الزمن و لم تندثر ، إذ كان لها أدوارا مهمة و رئيسية في الحياة السياسية و الإجتماعية و الثقافية، وكانت أساسا في بناء الثقافة و التعليم ، فأول من أمر بإنشاء أول جامعة في التاريخ هي "فاطمة الفهرية " و كانت جامعة القرويين في المغرب والتي خرجت أبرز العلماء على مر التاريخ ومنهم العالم ابن خلدون.

لم تكن المرأة العربية في الحروب منذ القدم بمعزل عن الرجل فكانت معه مناضلة و ممرضة و إنسانة، وسجلت أعظم المواقف الإنسانية و النضالية، و لم تحيد عن دورها السياسي بل كان لها في كل موقف بصمة حكيمة و حقيقية.
إن المرأة من وجهة نظر الدين الإسلامي مكرمة و لم ينظر لها نظرة الدون ، و لم يقلل من قيمتها فلا يوجد خط فكري قراني يفضل الرجل عن المرأة ، أو يمتهن من حقوقها ، أو ينكر دورها السياسي و الإجتماعي و الثقافي ، والدلائل التاريخية كثيرة كمبايعة النساء للرسول صل الله عليه وسلم عند فتح مكة المكرمة و كدور المرأة في قيادة الجيوش مع الرجل و تخطيطها معه و غيرها.

و بقيت المراة العربية لليوم تترك أثرا كبيرا في انتزاع حقوق الأمة و استعادة كرامة الشعوب ، فالشعوب الثائرة و التي ثارت على أعداء الأمة العربية كانت المرأة أساس اشتعال هذه الثورات للوصول للمبتغى ، و المرأة الفلسطينية و السورية و الجزائرية و اللبنانية وغيرهن سجلن مواقفا تاريخية لإحياء الكرامة العربية و مساندة الرجل في الحفاظ على
الأرض والعرض والشرف ضد بائعي الأوطان و الفاسدين و الغرباء الذين نهبوا الأرض ومن و ما فيها.

فسجلت اللبنانية سناء المحيدلي في التاريخ العالمي كأول انتحارية في العالم حينما نفذت عملية انتحارية في جنوب لبنان في الثمانينات عندما كان محتل من الكيان الصهيوني و اسفر عن العملية مقتل جنود اسرائيليين ، و أيضا جميلة بوحيرد المناضلة الجزائرية التي ناضلت ضد الفرنسيين و التي تلقت أشد أنواع العذاب من الإحتلال الفرنسي للجزائر آنذاك وحكمت بالإعدام و السجن المؤبد حتى خرجت من سجون العذاب بعد استقلال الجزائر و مازال الجزائريون للآن يذكرون تلك المرأة التي لم تخف من مغتصب و لم تهادن ضد الوطن.

فا للمرأة العربية و قع إيجابي شديد على أرض العروبة، فقرأنا في كتب التاريخ عنها و رأينا في مسلسلات و أفلام كثيرة كيف تتعامل مع الوطن سندا للرجل العربي ، و كيف تجد من نفسها مسؤولة عن وطن احتواها فكان طبيبها و حبيبها. و في الثورات الحديثة أيضا سجلت المرأة العربية أروع المواقف النضالية ، فكتبت المقالات و الكلمات و عبرت بالجمل الرافضة لكل انواع الظلم ، ونزلت إلى الشوارع و الأزقة و الأحياء و هتفت ضد الإستبداد، و جلست و سهرت بجانب الرجل ، و تركت منازلها و لم تسمح أن يكون الوطن تائها و هي عموده الرئيسي فإن انكسرت أصيب بالشلل.

مع كل ذلك فإن المرأة الآن في عصر الحداثة تتعرض لتنمر مجتمعي مخالف تماما للأديان ، فخلط مفاهيم دخيلة جعلت الرغبات و الأفكار و الرؤى الشخصية دستورا ، فلم تعد المجتمعات تميز بين الدين الذي كرم المرأة و أعطاها حقوقها و لم يميز الرجل عنها عن تراكمات تاريخية دخيلة شوشت معناها و دورها ، و سلبتها حقوقها و كأنها قطعة أثاث للزينة فقط ، فظلمتها اجتماعيا بأسلوب تفكير مدمر ، و بتعامل لا يقدر معناها و يقلل من قيمتها الإنسانية، فهذا أفقدها ثقتها بنفسها اجتماعيا و أشعرها أنها محاطة بكيل من اتهامات اجتماعية مهما كان نوعها.

ستبقى المرأة العربية رمزا للنضال العربي و المقاومة ضد الظلم و الإستبداد و الفساد ، تحية لكل عربية في كل بقاع الأرض.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :