دوار الداخلية وأزمة المرور الخانقة .. د.فخري العكور
27-12-2009 07:39 PM
لا اعتقد ان احدا من سكان العاصمة او زوارها لم يشاهد الازمة غير العادية على دوار الداخلية وحوادث السير اليومية على ضفاف هذا الدوار وما تسببه هذه الازمة المرورية من تأخير للناس المسرعين الى دوامهم صباحا والعائدين الى منازلهم مساءا وما يصاب به هؤلاء الناس من توتر ونرفزة شديدة وهم قابعون في سياراتهم ينتظرون الفرج في ظل تزاحم غير حضاري للسيارات مترافق مع اصوات ابواق السيارات المفزعة.
ان هذه الصورة القاتمة لما يحدث على دوار الداخلية وغيره من الدواوير في العاصمة تستدعي التوقف والتأمل والتساؤل : كيف يمكن ان تتواجد هذه الظاهرة في عاصمة تعد من اجمل العواصم العربية وانظفها في الوقت الذي اختفت فيه من كل دول العام حتى المتخلفة منها حيث حلت محلها الجسور والانفاق المتعددة الطبقات؟؟؟ وانه لا يمكن قبول مثل هذه الظاهرة في ظل تطور العاصمة التي تقبل على احتضان مجموعة كبيرة من ناطحات السحاب ومشاريع عمرانية عملاقة اخرى.
اما الظاهرة الاخرى فهي عدم تمكن الجهات المسؤولة من صناعة شوارع حضارية تتناسب مع كل هذه المشاريع العصرية.
ولو جرى تقييم للشوارع في العاصمة او في المدن الاخرى من قبل هيئة هندسية محادية لسميت اتجاهات ودروب بدل الشوارع وذلك لانها ببساطة تتنافى مع ابسط المقاييس العصرية للشوارع بسبب كثرة المطبات الاسفلتية والمعدنية والحفر العميقة المنتشرة على طولر الشارع بسبب التمديدات والتصليحات المستمرة لخطوط التلفون والكهرباء والمياه.
ان كل ذلك يؤدي طبعا الى تعرض المركبات للانزلاقات والسقوط في الحفر والى حدوث حوادث سير متكررة ناهيك عن الاضرار الجسيمة التي تلحقها هذه الشوارع بالمركبات من اطارات وصنوبرسات وغيرها وكل ذلك يتكبده ملاك السيارات من جيوبهم الخاصة.
فإلى متى ستبقى هذه الظواهر اللاحضارية ومتى سنحضى بشوارع مستقيمة كالمرآة كالتي نشاهدها في الدول المتقدمة.
اعنقد ان المواطن الاردني يستحق وهو يدخل القرن الواحد والعشرين ان يقود مركبته بارتياح وطمأنينة وان يستمتع بالقيادة دون خوف و توتر او نرفزة..
عن الراي