لن اكتب للأم في يومها بل أكتب لليوم هذا عن أمي لأن كل الأيام أمي , أمي الوطن وما أحلى الوطن ، أمي الحياة ويااااااا.......... للحياة, أمي الجنة في زمن النار السوداء. أمي.....الوطن .

ليس مصادفة أن أتحدث عن أمي والوطن في وقت واحد, فالوطن حضن دافئ كما أمي. وطن للكبار والصغار, للبارّين والعاقّين، يبقى يقدم لنا ولا ينتظر إلا المواطنة التي تشوهت صورتها منذ أن أصبح الوطن والأم شيئان مختلفان . الوطن الذي يشيلنا صغاراً وننبشه كباراً, ننبشه بحثاً عن مصالحنا التي تَفُت في عضده فيتهاوى إن لم يجد أبناءً بارّين أمام رغباتنا الجامحة في الوصولية والأنانية، الوطن أمي وأمي الوطن ربونا صغاراً وحق لهم أن نبرّهم كباراً, أعطونا بدون مِنّة, تحملوا فينا المزاج المشوّه صباحاً، فمسحوا عرقنا مساءً بتلك اللمسة الملائكية. أمي الوطن الذي يتباها وهو يراقبنا كل يوم نكبر، وكل ما تعثرت قدمي وأنا أُسابق الزمن مبتعداً عنه بكى حسرة. فكلنا للوطن حسرة ، والوطن والأم لنا أمل .

ما أحلى الوطن وما أعظم أمي.

أمي الفراغ إن غابت !!! وبدونها أسمع صدى صوتي في كل مكان ، كأني في فراغ سحيق في بوتقة اللا أمل. مخطئ من ظن أن الوطن والأم عاطفة جياشة قد تتبدد أمام الإنشغالية اللامتناهية بحثاً عن المجهول. المجهول الذي أفقدَنا أنفسنا فأصبحنا عبيداً لحياتنا اليومية الضيقة ومصالحنا التي تهوي بنا لمكان لا وطن فيه ولا أم.
يا من نسيتم ان لكم وطناً .....أنتم لا أمَّ لكم تُقبِّلوا يدَّها صباحاً بعد صلاة الفجر، ولا أمّ لكم ترتمون في أحضانها بحثاً عن الدفئ، الذي لا يوجد إلا في حجرها. لا أمل لكم , لا ماضي ولا مستقبل. أنتم لا شيء في زمن الشيء.

كم ستندمون .... وتغلي قلوبكم ندماً وحسرة عندما يكبر الآخرين بالوطن ، ويكبر الوطن بهم، وأنتم لا وطن لكم في أنفسكم. تموتون انتم, تتلاشون, تسحقون ويبقى الوطن فالأرض لا تختفي فهناك مثلي كثير يحبّون الأم والاردن.

Ayshcoo@gmail.com