facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سيد ماكرون .. الاعتذار واجب


د. حازم قشوع
29-10-2020 11:33 AM

لا يمكن ان تفهم الاساءة للرموز الدينية من باب حرية التعبير، كما لا يمكن ان تفسر أنها تأتي من مدخل التعددية، فلا التعددية تجيز الاساءة ولا القانون يبيح التطاول، فان احترام المعتقدات يأتي من احترام القانون الذات، وهذا ما اتفق عليه اجماع الفقهاء فى الاعراف السياسية كما فى القانون الدولي فى صون الحريات، فإن استفزاز مشاعر العامة لا يجب حمايته ولا يجوز وصفه الا بالجريمة، وان مسألة إحترام الثقافات والحضارات لا يأتي الا من باب احترام الفكر الانساني لذات افكاره، ومكانة من اضاف اليه من علوم معرفية قادتنا للاستكشاف او علوم غيبية بينت لنا رسالة الانسان القيمية ومألاته الوجودية او الغيبية، والتي اتفق عليها الغالب الاعم بضرورة حمايتها وصيانتها، فان اصوات النشاز يجب ان لا يتم حمايتها لا من باب الحريات ولا من مدخل الصيغ القانونية.

وكنت احسب ان يخرج علينا الرئيس ماكرون الذي نحترمه احترامنا للفرنسيين، معتذرا باسم الدولة الفرنسية عن جرح مشاعر مليار ونصف المليار مسلم يحترمون فرنسا ومكانتها ولا يقبلون حتى الاساءة للرئيس الفرنسي وليس فقط لفرنسا، لكن تصريحات السيد ماكرون جاءت سياسية وليست قيمية فاستفاد منها ماكرون انتخابيا واردوغان شعبيا وخسر فيها الجميع قيميا، فان استخدام الاديان فى العمل السياسي يعتبر مثلبه يجب التوقف عن استغلالها فى استمالة طرف او فئة على حساب اخر، فان العالم بات قرية معرفية صغيرة وهو قادر على القراءة والكتابة كما ان النخب السياسية فيه تستطيع فك شيفرات الاعمال الشعبوية.

إن مسألة التلاعب فى المشاعر ستنقل الفعل من رجالات العقل والتعقل الى شجون العواطف والتطرف وهذا ما سيجعل المشهد العام يقودنا ولا نقوده لانه سيصبح حينها مسيطر عليه من القواعد الشعبية وليس فى المنازل القيادية الامر الذى يحمل كامل المسؤولية للذى اوصل حال المشهد الى هذا المستوى المتدني والى هذه المنزلة الوضيعة فى الاستغلال.

سيد ماكرون لقد وجب عليك الاعتذار اولا للملك عبدالله الثانى لانك وجهت اساءة لجده المصطفى وإلى كل المسلمين وإلى الانسانية جمعاء، فلقد انتهكت كل الاعراف واسأت لكل القيم بما فيها قيم الحرية، من هنا سيد ماكرون وجب عليك الاعتذار عن هذه التصرفات المشينة والتي ننبذها كما ننبذ الارهاب وندينها كما ندين التطرف.

واضم صوتي لصوت القس سامر عازر في القول، إننا بالأردن كما فى منطقة مهد الحضارات نرفض الكاريكاتير المسيئ للرسول والشتائم، كما نرفض تصوير تماثيل المسيح بشكل ساخر كما نرفض تشويه وتكسير تماثيل بوذا كما نرفض ان تذبح الابقار امام من يقدسونها ونرفض ايضا ان تطفئ النار أمام من يعبدونها، نحن نرفض إهانة المقدسات ليس من منطلق التقديس وانما من منطلق الانسانية ومن منطلق الحفاظ على مشاعر البشر اللذين يعتقدون بهذا التقديس، للبيت رب يحميه وللانسانية حكماء يصونونها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :