facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اغتصاب عقول الناس ..


د.سهام الخفش
02-11-2020 12:28 PM

سأبدأ مقالي بآيةً قرآنية "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "
هذه الآية القرآنية يا دولة بشر الخصاونة أصبحت تنطبق على الشعب الأردني، لأنه من أكثر الشعوب صبراً وتحملا.
لم يعد المواطن الأردني رهين المجهول، ولم تعد عقولنا تحتمل التكهنات والتوقعات ..ليطل علينا وزير الصحة بعبارة من العيار الثقيل ويعلن بأننا ذاهبون الى المجهول.. وقبلها صرح بأن الفيروس يمكن أن يتسرب إلى المياه الجوفية من خلال جثث الموتى، واعتقد لغتنا العربية وقواعدها ذاخرة بالمصطلحات أقل حدة من كلمة المجهول التي قد تزيد من منسوب مناعة المواطن والتي هو أحوج اليها في هذه الظروف الصعبة، وليست كلمة مجهول التي أحبطت الجميع وأرعبت مجتمع بأكمله.
غالبا بعد اي تغيبر وزراي نتطلع فيه للأفضل، وخاصة في ظل جائحة كورونا التي شلت البلاد والعباد، وتوقعنا في جعبة الحكومة الجديدة جملة من الإجراءات والخطط والبرامج التي تساهم في التخفيف من وطأة الأزمة، والعمل على إدارة ملف كورونا بمهنية أعلى والتوصل إلى حل يوازن بين ملفي الصحة والاقتصاد.
نحن نعلم جميعاً أن فيروس كورونا هو وضع طارىء وجديد وتداعياته فاقت حجم سقف التوقعات.
ونحن في الأردن نعاني من أزمات مركبة؛ أزمة في إدارة الازمات بحد ذاتها، إضافة الى الوضع الاقتصادي المنهك أصلاً، والأزمات الاجتماعية والنفسية، حيث ألقت الاضطرابات النفسية بظلالها على كل بيت وفرد أردني، وبالرغم من خطورتها وآثارها، إلا أنها ليست في حسابات الدولة أو هماً من همومها، بالرغم أن نتائجها قد أفرزت وبشكل ملحوظ على مستوى الجرائم والمشاكل اليومية وآلمت الشارع الأردني ، وما زلنا في بداية المشوار .
بلا شك أن الخلل بدأ منذ لحظة تشكيل الحكومة، فالبداية غير موفقة وتحديداً بتعيين سبعة وزراء دولة في الوقت الذي تشهد الدولة انهيارا واضحا في المنظومة الصحية امام تفشي الفيروس كالنار في الهشيم.
وكان من الأجدر التخفيف عن كاهل الخزينة بما يترتب من رواتب عالية للوزراء وتكلفة تقاعدهم، بتعيبن أطباء وممرضين ورفد الجيش الأبيض بكوادر طبية داعمة ومساندة، وخاصة بعد أن طالت حياة عدداً من ذوي الاختصاص والخبرة من الكوادر الطبية بسبب هذا الفيروس اللعين .

بالله ألا يعتبر ذلك اغتصاباً للعقل الأردني.

أما عن إدارة ملف جائحة كورونا وما تخلله من عدد من التناقضات بالمعلومات والآراء والتكهنات وتراشق المسؤوليات وتشابك البعض وانسحاب الآخر من اللجان، هل هذا مفهوم إدارة الازمة.
لقد لعبت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي الاعلام بمختلف أشكالها دوراً غير ناضج وغير مسؤول من خلال تناول الجائحة وتداعياتها ، فقد قام البعض بدور الطبيب أو دور المحلل السياسي أو المفتي الديني، وانتشرت الشائعات، واللعب بمشاعر الناس ولقمة عيشهم وترويعهم وتخويفهم بدون أدنى مسؤولية ..
لقد غاب دور الاعلام الرسمي في مفهوم "حقك أن تعرف" وعشنا في فوضى من الإشاعات والتناقضات وأصبح المواطن في دوامة يدور حول نفسه ولا يعلم ماذا ينتظره .
كنا نأمل بخطاب أكثر شفافية وقرارات اكثر حكمة، ومما زاد الطين بلة ( الانتخابات النيابية ) والإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها ثم الاغلاق وتجويع الناس.
اذا كنا ذاهبين الى المجهول فحتماً مجلس النواب سيذهب إلى المعلوم ويقوم بدوره على أكمل وجه، كما عهدناه سابقا وخاصة في ظل جائحة كورونا.
هناك ازمة واضحة في الإدارة والتخطيط، اذا لم يتم تدارك الوضع فالأسوأ قادم لا محالة ..قادم لا محالة فلا تغتصبوا عقول الناس .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :