facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذه هي الحقائق


العميد المتقاعد عارف الزبن
08-04-2021 01:48 AM

اردت ان اكتب في شأن كنت شاهدا عليه، وعضو هيئة تحقيق في حادث سقوط طائرة المظليين من نوع C130....

قبل أيام مضت استمعت الى بعض مثيري الفتنة، الذين يقلبون الحقيقة لتضليل المواطنين وهم يتحدثون عن شيء لم يكونوا عليه شاهدين او موجودين، حين أشاروا الى حادث طائرة المظليين، التي تحطمت اثناء قفز المظليين واستشهد فيها مجموعة من رفاق السلاح: وهم : المقدم الطيار مواصلات نواف ابو داري، والرائد ملاح جوي على الجبور، والنقيب مظلي غازي المرايات، والنقيب طيار مواصلات احمد الزيود، والملازم مظلي حمود القطاونة، والملازم راصد جوي عماد القرعان، والوكيل مأمور نقل جوي خالد ربابعة، والرقيب معاون جوي رأفت الذهبي، والجندي الاول طيران هيكل سمير بني سعيد، والوكيل اول مظلي جهاد البطاحيش، والرقيب اول مظلي عبيد الله الشحادات، والرقيب مظلي موفق ملكاوي، والجندي ثاني مشاة سليمان الشقيرات ،على انه كان محاولة اغتيال لسمو الأمير حمزة بن الحسين، محاولين ان يدسّوا السم بالزاد، لذا لم أستطع الا ان اكتب شهادتي التي عشتها قبل عشرون عاما، لأكون مسؤولا عنها امام الله والوطن وليعرف كل أردني ان هناك من يحاول الإساءة للوطن بإثارة الفتنة بالكذب والنفاق.

يعتبر يوم الثلاثاء بتاريخ ٢٥ /٧ /٢٠٠٠ من اسوأ الأيام وأكثرها حزنا على مستوى تاريخ القوات الخاصة الأردنية، في ذلك اليوم كان عندنا كعمليات خاصة، قفز مظليين عادي مبرمج لمرتبات كتيبة / ١٦ من لواء الحسين بن علي، التي كان يقودها (آنذاك) المقدم الركن محمود كامل أبو خروب، حيث جرت العادة ان يتم انعاش المظليين بقفز عادي (ستاتيك) سنويا، ولمن لا يعرف هذا النوع من القفز هو القفز بالمظلات العادية من ارتفاع ٢٠٠٠ قدم عن سطح الأرض باستخدام الحبل (الستاتيك) من الطائرة ، مستخدمين طائرة الهيركوليز السي ١٣٠ ، وبعد الإقلاع من مطار ماركا العسكرية الى منطقة قفز المظليين سهل الدبة (القريبة من ثغرة الجب )/ المفرق، قامت الطائرة بإنزال المظليين، ومن ثم يقوم قائد الطائرة بالارتفاع الى ١٠ الاف قدم لانزال فريق القفز الحر، الذين اعتادوا الصعود بنفس الطائرة بعد انتهاء القفز العادي، ولقد تصادف في تلك الفترة ان سمو الأمير حمزة قد شارك في دورة القفز الحر، والذي عشق منها القفز الحر كنوع من الرياضات الجوية.

في ذلك اليوم وفي تمام الساعة 6 صباحا بعد ان تم انزال اكثر من ثلاث رحلات متواصلة من المظليين بمعدل (٦٠ قافز) وانتهاء القفز العادي، اعتاد صقور سلاح الجو البواسل ان يحيوا المظليين في الأرض بما يعرف عند المظليين (تحية الميدان) حيث توجه الشهيد البطل الطيار المقدم نواف أبو داري ( رحمة الله)، بطائرة نحو شمال منطقة الانزال فوق قرية ثغرة الجب وبعد ان اختفت الطائرة بفعل التلال المحيطة، عادت لتظهر من جديد على ارتفاع منخفض بما يقارب ال ٥٠٠ قدم فوق سطح الأرض، وهي متجهة باتجاه الجنوب نحو منطقة سهل الدبة من جديد ، للقيام بتحية الميدان ٠وهي عبارة عن عملية الارجحة بالطائرة، وذلك بتمييل الطائرة الى جهة اليمين واليسار بزاوية ٢٠ درجة على ارتفاع منخفض ثم اعادتها الى وضعها الطبيعي مع ضغط المحركات والارتفاع من جديد) للعودة باتجاه مطار ماركا. الا ان موعد شهادة الابطال كان قد حان، وقضاء رب العالمين قد وقع، فبعد ان مالت الطائرة الى جهة اليمين قليلا، أصبحت زاوية الميلان تزيد عن ٤٥ درجة، الامر الذي جعل الطائرة تهوي بسرعة نحو الأرض ليرتطم الجناح الايمن (وهذا ما يعرف بالطيران Aircraft Stall Speed ) أي ان سرعة الطائرة لا تمكنها من التحليق مجددا، مما أدى الى ارتطامها بالأرض ولم يتمكن قائدها من إعادة توازنها حيث استمرت بالطيران بارتفاع ما يقارب ١٠٠ قدم عن الأرض ولمسافة ٣٠٠ متر تقريبا ،في محاولة منه لإعادة توازنها او محاولة الهبوط على الأرض مما ولّد حفر (حرث ) بفعل ارتطام الجناح الأيمن ، بطول ٥٠٠ متر بالأرض ثم ارتفعت من جديد وعادت وارتطمت بالأرض الامر الذي أدى الى اشتعالها بفعل كمية الوقود الكبيرة التي تحملها، ولكي يلطف الله بالأردن لم يكن في الطائرة سوى طاقم الطائرة والمقفزين من العمليات الخاصة (رحمهم الله جميعا)، أي بعد انزال جميع المظليين.

في تلك الأيام كنت اسكن بالزرقاء وكنت اخرج الى دوامي في قصر الهاشمية الساعة 5 والنصف عندما كنت قائد كتيبة مكافحة الإرهاب / ٧١ ، وبعد خروجي على طريق الأوتوستراد ،شاهدت ثلاث طائرات هيلوكوبتر من نوع سوبر بيوما من السرب السابع ، وهي تطير على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية باتجاه الزرقاء ، عندها راودني الشك بان هناك شي ما قد حصل ، فقمت بوضع جهاز اللاسلكي للسيارة على شبكة الامن العام عمليات ذهب (نداء مديرية الامن العام )، واستمع الى اتصالات دوريات شرطة الزرقاء (عمليات عمر) ودوريات المفرق (عمليات طايل)،وسيارات الدفاع المدني (عمون)، ولم يتحول شكي الى يقين الا عندما سمعت احدى الدوريات التي كانت تبلغ على الجهاز " اشاهد الطائرة الان تحترق " فلم يكن مني الا ان اغير اتجاهي باتجاه طريق المفرق عبر جسر الكلية العسكرية الملكية ،وعند وصولي الى منطقة مستودعات الهيئة الخيرية الهاشمية (حاليا)، تجاوز عني موكب سمو الأمير حمزة بسرعة، وما ان وصلت منطقة الانزال التقيت بالعقيد موفق الضمور (النائب السابق )، وطلبت الركوب معه لان سيارتي من نوع مرسيدس، ودخلنا بما لا يقل عن ٢ كم عن طريق المفرق نحو الشرق الى وسط سهل الدبة، الى موقع تحطم الطائرة التي كانت تحترق، وكان سمو الأمير حمزة وعدد من الضباط متواجدون بالقرب من الحريق منهم من يحاول ان يهيل التراب لإطفائها ، وما هي الا دقائق وصل العميد محمد ماجد العيطان (رحمة الله ) تبعه رئيس هيئة الأركان (آنذاك) محمد باشا الملكاوي ، ومن ثم مدير الدفاع المدني العميد عفيف الغول (رحمة الله).

استمرت الطائرة بالاحتراق الى ان وصلت فرق اطفاء الدفاع المدني ،بسبب صعوبة المنطقة التي تحطمت بها الطائرة ، حيث تمكنت النيران من الطائرة ، عندها امرني العميد محمد ماجد بمرافقة جثث الشهداء الـى مستشفى الأمير هاشم (الميدان في الزرقاء) حيث تم نقلهم بسيارات الدفاع المدني ، وبعد وصولي الى الطوارئ عاد واتصل بي العميد محمد ماجد العيطان وامر بتحويل موكب الشهداء الى المدينة الطبية، حيث كلفت ان أكون مندوب القوات الخاصة في التعرف على جثث الشهداء، وعضو بهيئة التحقيق مع مندوب سلاح الجو الرائد الطيار سامر حداد، وبعد الاستماع الى اقوال من كان في الأرض ممن شاهد الطائرة اردت ان أوضح ما حصل عند وقوع الحادث ،وقبل وقوع الحادث حيث تم القاء مع الأخ والزميل المقدم الركن محمود الترك (آنذاك) قائد وحدة العمليات الجوية (المسؤولة عن تنفيذ برامج القفز) الذي يعتبر من اكثر الناس حظوظا اطال الله بعمره لأنه نجى من الحادث بأعجوبة ، حيث قال " كنت اجلس على الرامب (الباب الخلفي) للطائرة المنكوبة قبل الاقلاع ،عندما شاهدت احد الجنود يركض وينادي ،ويشير الى مكتبي عندها عرفت بان موكب سمو الأمير حمزة قد وصل بزيارة مفاجئة للقفز في الرحلة القادمة ،فنزلت من الطائرة لاستقبال سمو الأمير".

وبعد ان تم تعيين فريق فني من الخبراء في الطيران تبين لاحقا، ان الطائرة كانت قد سجلت مسبقا خطأ فني، متمثل بان مؤشر السرعة (ساعة السرعة) الذي هو من جهة الطيار المقدم الشهيد البطل نواف أبو داري لا يعطي نفس السرعة التي كانت تظهر عن مساعد الطيار النقيب احمد الزيود، الامر الذي يشير الى سرعة الطائرة بتلك اللحظة لم تكن تشير الى سرعتها الحقيقية لتمكنها من الاستمرار بالطيران او حتى حمل نفسها (أي ان السرعة غير كافية لرفع وزن الطائرة). قد ينعق ناعق ويقول بان الخطأ هو خطأ طيار، لأرد عليه ان المقدم الشهيد الطيار نواف ايو داري هو من أمهر طيارين سلاح الجو الملكي، وكان مدرب طيران في صنعاء التي تعتبر من أصعب مطارات العالم في الهبوط، لان ارتفاع المطار بما يقارب ١٠ الاف قدم عن سطح البحر، ومحاطة بالجبال ويعتبر الهبوط فيه من أصعب أنواع الهبوط بعد مطار كيثماندو في نيبال.

وقد يتبادر الى ذهن المشككين الحاقدين ان الحادث كان مفتعل، فكيف يستوي هذا الامر ان يتم التضحية في ٦٠ مظلي من رفاق السلاح، الذين عاشوا مع جلالة الملك عبدالله عندما كان قائدهم الحياة حلوها ومرها ومنهم من كان مدربا له. في ذلك اليوم كان جلالة القائد خارج البلاد في زيارة رسمية وما ان سمع بالحادث المؤسف، قام بقطع زيارة الرسمية وعاد ليشارك الأردن واجب العزاء ويزور بيت كل شهيد.

لقد أطلت عليكم كثيرا واعتذر نظرا لدقة التفاصيل

حما الله الأردن. وطنا.. ومليكا... وشعبا من كل.. كاذب، منافق، ناعق، ناهق، فتان، ملفق، وفاسد، أراد بالأردن سوء





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :