facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل هم حقاً مستعدون للموجة الثالثة؟


د.سهيل الصويص
27-05-2021 12:11 PM

خلال مشوار المملكة مع الكورونا مررنا بمراحل عدة بعض منها في أرض سهل وأخرى على طرق منزلقة ومنعطفات خطرة وأخرى وضعنا بها المطبات والعراقيل أمام أقدامنا بأنفسنا.

ها نحن نصغي اليوم للأسطوانة المملة ذاتها فنبشّر الفيروس بأن زيارته الثالثة لا ترعبنا وكأننا قد انتصرنا في الجولتين السابقتين أو كما لو أننا قد نجحنا في تخطي واستيعاب نتائج الموجة الأولى ؟

ما بين ظهور أول حالة في 2 اَذار 2020 وأول وفاة في 27 من الشهر ذاته لم تسجّل المملكة سوى أقل من حالة جديدة يومياً ولكننا أغلقنا البلد وفرضنا الحصار على الاقتصاد وفي المقابل استرخينا في منصة المتفرجين وأمام عدسات التلفزيون شهوراً طويلة نوزع الابتسامات والوعود فاستيفظنا وإذ بنا لم نزود مستشفياتنا بسرير جديد واحد ولا بجهاز تنفس إضافي ولم نصحو من حقن التخدير إذ وأننا نحتل المرتبة الأولى عالمياً بعدد الإصابات والوفيات مقارنة بعدد السكان .

عما يبحث يا ترى هواة التصريحات والوعود المستهلكة وهم لا يملكون في جعبتهم من ذخيرة لمواجهة العدو سوى الإغلاقات وتهديد المواطن بعقوبات أشد لأنه سيكون وحده المسؤول عن عواقب عودة انتشار الفيروس في قصباته وعروقه ؟

بماذا تسلحتم لمكافحة وسحق الموجة الثالثة التي تتحدثون عنها وكم من أسرة عناية حديثة أعددتم وكم من جهاز تنفس اصطناعي جديد ابتعتم وكم من طبيب تخدير وإنعاش دربتم وكم من طاقم تمريضي جهزتم للعناية بالمرضى ؟

وطن بأكمله وعشرة ملايين أردني يرتعشون خوفاً ليس فقط من الفيروس القادم بل من عدم ثقتهم بالتصريحات والاستعدات الوقائية الهوليودية التي أوصلتهم خلال 15 شهراً لحاجز العشرة اَلاف وفاة وثلاثة أرباع مليون إصابة .

في 4 أكتوبر تفاخرت وزارة الصحة بحوزتها على 2300 جهاز تنفس في القطاعين واتضح لاحقاً أنها لا تملك سوى أقل من النصف ففي نشرة الوزارة اليومية في 9 اَذار على سبيل المثال كانت نسبة إشغال أسرة التنفس الاصطناعي 25% ( 270 سريراً ) أي أن ما تملكيه يا وزارتنا الكريمة في القطاعين لا يتجاوز 1100 جهاز فلا تخدرينا بالكلام والوعود فطمني المواطن وأثبتي له بالفيديوهات وجود أقسام إنعاش جديدة وبالوثائق عطاءات وفواتير أجهزة التنفس الجديدة فالأردنيون قد فقدوا حاسة التصديق الأعمى .

لأن الرهان اليوم هو الوطن بأكمله فالوقت ليس لتوزيع عبارات التمجيد وتنصيب نياشين على أكتاف لم تشقى فيحب علينا الحذر والترقب والرعب من القادم والتساؤل : هل المستشفيات الميدانية التي ولدت متأخرة عشرة أشهر مزودة بالكوادر الكافية والكفؤة وخصوصاً في أقسام العناية الحثيثة حيث أن جميع مستشفيات المملكة الخاصة قبل العامة تفتقر لاحتياجاتها الضرورية منها مما يتسبب بهذه الأعداد المحزنة من الوفيات ؟ وهل يتجاوز ما بحوزتك يا وزارتنا الكريمة من عتاد غير طلب النجدة من المستشفيات الخاصة التي قامت بعضها وليس جميعها وفي غياب الرقابة ولو الرمزية لمفتشيكم بامتصاص دم الأبرياء العزّل الذين يصارعون الهلاك ولا ملاذ لهم في مستشفيات الوزارة ؟

تبشرونا ببدء عملية الانفتاح بداية تموز وفي الوقت ذاته تعلنون استعدادكم للموجة

القادمة المتوقعة نهاية حزيران فمن سيدير عملية القتال وإدارة صحتنا الموقرة لا تملك طاقماً علمياً متخصصاً بالوبائيات بل وقامت باستبعاد العالمين بالفيروس والوباء وشكلت لجنة أوبئة جديدة عشرة من أعضائها الخمسة عشر ليس لهم دراية بالوباء ؟

هل تعتقدون أنكم بابتكاركم لطرق انتصارات اصطناعية مؤقتة وملتوية سيرفع الفيروس راية الاستسلام ؟ فانخفاض عدد الإصابات اليومية بصورة سحرية ما بين الاول من نيسان والأول من أيار من 6482 إلى 704 لم يتم بفضل جهودكم بل لأن عدد الفحوص المخبرية التشخيصية قد انخفض بقدرة قادر من 48253 إلى 9472 متناسين في خضم استخفافكم بعقولنا أنه لا مجال للافتخار وعدد الوفيات في أول نيسان كان 82 ولم ينخفض سوى ل61 وفاة في 17 نيسان عندما " قلت " الإصابات إلى 1596 أي إلى الربع ؟

القادم غامض ووحده التطعيم سلاحنا الفعال فهل بأقل من نصف مليون أردني تلقوا الجرعتين و 15% من الأردنيين الجرعة الأولى سنقاوم الموجة الجديدة ؟ لدينا في الوقت الحاضر وبشكل تدريجي متواصل أعداداً كافية من المطاعيم بفضل الجهود التي بذلها
فريق الدكتور نذير عبيدات والعقود الموعودة الجديدة لكن ما ينقصنا هو صحوان الأردنيين الذين يثبتوا يوماً بعد يوم بأنه لا يجدي التعامل معهم بموضوع التطعيم بسلاسة ونعومة بل بطريقة إلزامية وذلك قبل أن يخطر على بال أحد إعادة فتح البلد بشكل مكتمل كما يعدونا .

إن كانت الموجة الثالثة قادمة فعلاً ووحده الكاتب الخفلي الغامض لسيناريو الفصول الثلاثة من المسرحية يعرف الحقيقة فأنتم يا سادة غير مستعدين لمجابهتها على الإطلاق سوى بالكلمات التي ستعيدنا للمربع الأول وها نحن ما زلنا ندفع الثمن بأرواح أبنائنا .

وبانتظار الوصول لنسبـة كافيـة علمياً ممن تلقوا الجرعتيـن كيف سنحقق الفوز في غياب إدارة يقودها مخططون ضالعون بالوباء وبدون استراتيجيــة علميــة مكتملة يخط سطورها أهل الأختصاص والمعرفـة " والمتغيبون المغيبون " من خبراء الفيروسات والأوبئـة ؟ وبالانتظار حماك الله يا أردن هذا كل ما نملكه ونتوسل إليه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :