facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في إعراب الجملة السياسية


د. حازم قشوع
28-06-2021 12:16 AM

ان صحت بعض التكهنات التي تنبأت بدخول الضفة والقدس والقطاع في حالة من الفوضى جراء بعض الاغتيالات التي قد تطال القيادات الفلسطنية التقليدية من السلطة وحماس فان المناخات الفلسطينية الاسرائيلية في صيف هذا العام ستكون ساخنة هذا ما تقوله بعض التسريبات التي تناولت اهميته تبديل القيادات الفلسطينية لتتواءم سياسيا وامنيا مع نظيرتها الاسرائيلية بعد التغييرات التي طالت الجانب الاسرائيلي في شقيه الامني بوصول ديفيد برنيع مكان يوسي كوهين وسياسيا بوصول نفتالي بينت مكان نتنياهو فان المشهد الفلسطيني يكون على ابواب حالة متغيرة فى ايقاعها وضوابطها وحتى في شكلها العام.

وهذا مرده الى تحويل الملف الاسرائيلي الفلسطيني من ملف سياسي الى ملف امني ربما سيقود هذا التحول الى اسقاطات تحدث تبديلا في بيت القرار الفلسطيني لتكون عناصره متناسقة وادواته منسجمة امنيا الامر الذى سيجعل من القيادات الامنية تتقدم على القيادات السياسية في المشهد الفلسطيني الاسرائيلي بما يسمح لها بخفض صخوبة مستويات الحركة الشعبية والدبلوماسية وحصر درجة التمدد السياسي لتكون جميعها محصورة في اطار التفاعل الضمني لصياغة الاحداث داخل دوائر الاستهداف السياسية او الجغرافية وهذا ما سيجعل من ميزان الاحداث تصبح مغايرة عن ذي قبل بالصياغة والاخراج وتصبح ارضية العمل تقوم على ارضية استخبارية وليست شعبية او قانونية وهى ابواب بحاجة الى تدقيق استراتيجي وعمل منظم.

اما المعطى الثاني في المشهد الفلسطيني الاسرائيلي فانه يتمثل في اعتبار هذا الملف ملفا يندرج فى اطار السيادة الامنية للولايات المتحدة لضمان امن اسرائيل من جهة وضمان مسؤولية التنفيذ من جهة اخرى وهذا ما جعل من الولايات المتحدة تنقل البيت الامني المركزي في المنطقة من تل ابيب الى واشنطن وهو ما يعد اجراء استثنائيا بالمفهوم الضمني للسياق التاريخي لهذا الملف الذي يؤثر على المنطقة بكل مفرداتها كونه يربط العقدة الامنية المركزية في المنطقة والروابط المشكلة برابط التبادل والتنسيق الامني المشترك فان مسالة تغيير ملف الصراع من مسألة سياسية وقانونية الى قضية امنية ستتغير فيها الادوات وربما فريق العمل وهذا ما سيجعل ميزان التقديرات بحاجة الى ميزان ضوابط جديدة بكل ما فيه فان الوسائل الامنية التي تمتلكها اسرائيل هي وسائل متقدمة عن الجانب الفلسطيني الذي بدوره مطالب بالتوحد الذاتي وحتى يصبح قادر على المناورة اقليميا ويصبح اكثر قدرة على الحركة وتلقى الاسناد من عمقه الاقليمي حتى يصبح اكثر قدرة على التعاطى مع الادوات القادمة.

اما المعطى الثالث في المشهد العام والذي يتمثل في دخول القوات الامريكية والاسرائيلية لحفظ الحالة الامنية والحدودية في الضفة والقدس والقطاع فان ذلك يستدعى بالدرجة الاولى العمل على وجود الاردن ومصر في بيت الترتيب حتى تكونا لاعب اساس في اسناد الجانب الفلسطيني في نقطة الاشتباك الامنية التي تبينها المساحة الجغرافية وبعض الجوانب السيادية وبدون ذلك فان النتيجة ستكون في صالح اسرائيل كما يصف بعض السياسيين وذلك لتواضع الخبرات الفلسطينية بهذا الجانب وهو ما يعد من المحذورات التي يستوجب التعاطي باعتبارها تحديات لا بد من تخطيها فان قرار انهاء الملف الفلسطيني الاسرائيلي يبدو انهم اتخذ سياسيا من بيت القرار الاممي وبدا الشروع باسقاط تفاهماته امنيا على الساحة العامة.

وبهذا ينتقل المشهد الفلسطيني الاسرائيلي من اطاره السياسي التفاوضي الى الدرجة التنفيذية في الترسيم والتي تتحدث عن جمل ترسم وعبارات يتم تنفيذها وادوات يتفق على استخدامها لانهاء هذا الملف فلقد انتهى عصر المراوحة بالمفاوضة وجاءت جملة التنفيذ التي تجبر الجميع على الدخول في التفاصيل وهذا ما يجعل المشهد الفلسطيني الاسرائيلي امام جمل سياسية يستوجب اعرابها بعد ما تمت كتابتها.

ولان هذا الملف يعد ملف استراتيجي اردني بامتياز ويندرج في اطار البعد الوطني والقومي فان العمل على مواكبته بكل تفاصيله يعد مسألة ضرورية وهامة لما يحويه من جمل تمت كتابتها ويستوجب الاطلاع عليها قبل البدء بعملية اعرابها على المستوى السياسي والامني وهو ما سيكون بتقدير معظم المتابعين عنوان الرحلة القادمة لجلالة الملك الى الولايات المتحدة.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :