قبل اقل من عامين وتحديدا في شهر أيار من العام 2020 حظيت شركة البوتاس في غور الصافي بزيارة ملكية لجلالة الملك عبد الثاني يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد واذكر جيدا ان جلالة الملك دعا إدارة الشركة في ذلك الحين الى توجيه مخصصات المسؤولية المجتمعية للشركة لتمكين الشباب وتوفير فرص عمل لهم.

ولكن للأسف لم تلتقط إدارة الشركة في ذلك الحين التوجيهات الملكية بضرورة المساهمة في تنمية لواء الاغوار الجنوبية المصنف من اشد المناطق فقرا على مستوى مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة وتتفشى فيه حالة الفقر والبطالة والبؤس والحرمان والمفارقة الكبيرة ان الشركة خلال العامين الماضيين حققت أرباحا قياسية في حين ان معدلات الفقرة والبطالة زادت بين الشباب والفتيات بالأغوار في ظل تراجع العمل الزراعي وتحقيقه خسائر فادحة خلال العشر السنوات الماضية.

وتغيب عن المنطقة المشاريع التنموية التي تخفف من معدلات الفقر والبطالة بين الشباب المحبط جراء حالة الاقصاء والتهميش التي يتعرضوا لها اثناء تقدمهم بطلبات توظيف في تلك الشركة وان اجزم هنا ان الملك يعي ان مخصصات المسؤولية المجتمعية للشركات لو يتم استغلالها في مشاريع وبرامج تدريبية للشباب ستحقق فرص العمل والحياة الكريمة لمئات الشباب الباحث عن عمل في منطقة تعاني من البطالة والفقر منذ عمر الدولة الأردنية.

علينا جميعا افرادا وشركات ومؤسسات ونوابا ان نعلن حالة الطوارئ لمساعدة الشباب في الأغوار المنهك تاريخيا بالفقر المدقع لنرجع الامل والتفاؤل لهم من خلال إيجاد فرص عمل والاستفادة من الموارد المتاحة في قطاعي الزراعة والصناعة والسياحة.

واتمنى على الصديق دولة الدكتور بشر خصاونة ان يشكل فريقا تنمويا لدراسة الفرص الاستثمارية في منطقة الاغوار بتمويل من شركتي البوتاس والبرومين التي تتجاوز أرباحها السنوية أكثر من 300 مليون دولار لإعادة الامل للشباب.