facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أردنّ .. حقّك علينا يا وطني


م. باهر يعيش
31-12-2021 12:04 AM

الأوطان تتكوّن من الأرض والسماء التي تحميها، وكلّ شجرة سنبلة قمح طائر غرّيد وبقرة تحلب خيراً.. الإنسان الذي (يعيش) فيها هو مخلوق (طارئ).. بمعنى أنه يعيش فترة من الزمن ثمّ يمضي... مرغماً، ويأتي.. غيره من نسله (إن) حافظ عليها لهم، هي إرادة الله عزّ وجل.

نوعية الحياة التي يعيشها هذا المخلوق ولنطلق عليه صفة (مواطن) على هذه الأرض؛ تعتمد على مبدأ تبادل المنافع ما بين الأرض والسماء.. الوطن وبينه، وهذه تحكمها إرادته.. هو.. بمعنى (أنّه)؛ إن كان حريصاً على الحفاظ على الوطن- كلّ الوطن بمكوناته سالفة الذِّكْر- فإن الوطن سيمنح له اسمه ليحمله، سيعطيه بأكثر مما بذله نحوه. يحميه وعائلته، يأويه يطعمه ويسقيه، يمكنه من الحياة حياة عزيزة كريمة.. والعكس صحيح.. إن أهمله جار عليه، فستفتح الطريق للطامعين في وطنه للسيطرة عليه وسيتخلى الوطن عنه مرغمًا لهؤلاء الدخلاء الغرباء..

كثيرة هي المواضيع التي يمكن الإستئناس بها كأمثلة للنفع المتبادل ما بين الوطن والمواطن. فالوطن على قدر محبته لمن يعيش على أرضه لكن... قد يتخلى عَمّن لم يحمه يدافع عنه يحفظه ينمّيه بالحفاظ على ذاته ومواطنيه... إلى غرباء ينتظرون هذه اللحظات ليسيطروا عليه... إنسًا أو وباءً وما غيرها في غياب الإهمال والتسيّب وعدم الجدية في حماية المواطنين لذاتهم وبالتالي وطنهم. فالوطن هو الذات.

في موضوع غزاة من نوع جديد لوطننا نحن هنا في الأردن... موضوع الوباء اللّعين الذكي الذي يغير جلده في كلّ مرّة؛ لم نكن في جزء كبير منّا في مقياس المواطنة الصالحة التي تدافع عن ذاتها وبالتالي وطنها. البعض من الفلاسفة، فلاسفة الفلسفة الفارغة؛ أخذته وتأخذه العزّة وعنجهية الجهل في غياب المنطق.. بالإثم.. هم لا يعترفون بالوباء... هم فوق البشر في تفكيرهم.. الوباء مؤامرة. لا يرتدون كمامة لا يتطعمون لا يتباعدون بل يعانقون يقبلون يركبون اكتاف بعضهم بعضًا. يأخذون المكروب ويعطونه. مضرّة متبادلة بين من يعطي ومن يأخذ ويلقون باللائمة على... الحكومة. وهذا موضوع آخر!!.

الغريب بالأمر بل الفاضح فيه؛ لهذا الجهبذ الذي فاق أرسطو ويوسف بك وهبي عميد مسرحنا العربي، الذي لا يعترف بوجود الوباء، عندما يرى الجنائز للأحبة للأقارب وقد يكون أحد أفراد العائلة، تسير وتتكاثر أعداد الراحلين، بل عندما يفتقد جاره، زميله، صديقه، فيقال له إنّه كان.. (إمكورن)، وقد يكون هذا (المكورن) قد كان معه بالأمس متلاصقون بلا كمامات ولا تباعد؛ سيمصمص خديه يطرقع لسانه يتعوّذ يحوقل، يضرب كفًا بكفّ ويكون أوّل المعزين، بالعناق بالقبلات بالآهات باللمسات. مثل هؤلاء لا يتّعظون إلًا عندما... يـ(تكورنون)، عندها يكون المحراث وليس الفاس قد فات في الراس. سيقولون في جنازته... رحمه الله كان... واذكروا محاسن موتاكم.

هو ليس قصدًا لبثّ الرّعب فيما أقول، فالرعب مبثوث مبثوث.. يا ولدي؛ لكنّها الحقيقة المرّة مرارة الصبّار. بدلاً من الاحتفال بوصولنا فوق المليون في عدد من يحملون شهادة الدكتوراة وصلنا إلى المليون بل وتعديناها في أعداد إصابة مواطنين منّا بالوباء، مع ملاحظة أنّ حوالي الـ(خمسة وثمانين في المئة) من الراحلين و المصابين حماهم الله ((لم)) يتناولوا المطاعيم التي (قد) تحميهم من الوباء، والحبل على الجرّار لا سمح الله إذا لم (نلحق حالنا قبل الوباء). هذا بذنبنا نحن المواطنين. هناك من بيننا من لا يرحم ويحاول منع رحمة الله عمّن سواه.. معاذ الله. هو لا يرحم ذاته بحمايتها، ولا يرحم غيره وذلك بالإصرار على التواصل معه بدون اتخاذ وسائل الحماية من كمامات وتطعيم وتباعد.. هو فوق مستوى العالم كله وعلمائه.

أمّا فيما يتعلّق بمسؤولية من يُسألون، من باب سأل يُسأل فهو (مسؤول) فالموضوع لا يتسع هنا للخوض فيه... هو كبير كبير واسع وعريض.. هم كلّ يوم في شأن.. حمى الله الأردن.. الوطن والمواطن. وحقّك علينا.. يا وطني..

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :