facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصراع الروسي القادم مع الناتو : ازمة الجبوبولتيك


د. فيصل الوريكات
30-01-2022 11:09 AM

ساحاول هنا ان اعتمد الصراع الروسي القادم وخاصة من وجهة النظر الروسية والتي يتفهمها العديد من الخبراء في مجال الجيوبولتيك , فالحديث عن حرية اوكرانيا وجورجيا حاليا في الانضمام لمنظمومة الناتو هو حديث يجافي سياسة الواقع الراهن نحو سياسة تحفز الصراع والذي تقريبا انتهي منذ نهاية 1990.

الحقيقة الاولى هي ان روسيا عاشت تاريخيا في معظم فتراتها كدولة عظمى لها اهميتها واعتمدت في امنها على النظريات الجيوبولتيكية حتى قبل اختراع تلك النظريات وخاصة مع صراعها ضد تركيا والغرب للوصول الى المياة الدافئة واحيانا بالبحث عن منفذ عن طريق افغانستان او حتى اليابان وبناء مجال حيوي لها في اسيا الصغرى بعد انشاء الاتحاد السوفياتي وفي نفس الوقت فان الولايات المتحدة تبدوا اكثر تغولا في تطبيق تلك النظريات من خلال تبنيها لعقيدة مونروا والتي تنص على سيطرة امريكية على القارتين الامريكتين الشمالية والجنوبية وما زالت تلك الدول تعاني من حجم الهيمنة الامريكية .

لا يبدوا بان لدى بوتين اي نوايا توسعية او محاولات استفزازية وكل ما يطلبه هو السماح بعدم انضمام اوكرانيا وجورجيا للحلف وكان هذا المطلب محل ترحيب من الادارات الامريكية السابقة ومن العديد من الباحثين الاسترتيجيين الذين يرون بان هاتين الدولتين لهما اهداف خفية تتجسد في تامين وقوف منظومة الناتو وتحديث منظوماتهم العسكرية المهترئة بعد تطبيق معايير الاشتراك على جيوشهم ووزارة الدفاع لديهم .

تفهمت ادارة ترامب اللعبة الاوكرانية وتجاهلتها فاي حرب مع روسيا قد تكون مكلفة وقد يترتب عليها لاحقا ترتيبات حديدة على سلم قيادة العالم ومنها مغادرة محتملة للولايات المتحدة للموقع الاول حيث ان الصين تقف في الجانب الاخر تترقت وعينها على بحر الصين الجنوبي وعلى تايوان وايران لها تطلعاتها ضمن الخليج العربي .

لم يتفهم صقور الناتو المطلب الروسي واعتبروا دخول اي دولة او قبولها هو شان لا علاقة لروسيا له ويندرج ضمن الحريات الشخصية لتلك الدول وهذا الموقف الاستعلائي هو تغاضي عن نظريات الجيوبولتيك التي ترسخت منذ عدة قرون ونظرة احادية في تبرير موضوع لم تحتمله الولايات المتحدة في عهد الرئيس كينيدي اثناء ازمة الصورايخ الكوبية 1962 عندما اعتبرتها الادارة الامريكية ازمة تهديد وجودي وانتهت لاحقا بمفاوضات سرية تخلت بموجبها عن منظومة الصواريخ جيوبيتر في تركيا مقابل سحب الصواريخ الروسية التي تبعد اقل من 60 ميل عن شواطئ ميامي واما في حالة اوكرانيا فستكون الصواريخ مستقبلا بمسافة صفر علاوة ان الدولتين لها مطالب في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وجزيرة القرم ومما يجعل المجال مفتوحا لحرب قادمة تحت عذر تطبيق البند السابع.

الحجم الكبير للقوات الروسية وتحشدها على الحدود لا يعطي دلالة على ساعة الصفر وانما هي رسالة بجدية المطلب الروسي وضرورة مراعاته وخاصة مع بيانات امين عام الناتو الاستفزازية والتي اراد منها مقابلة التهديد بالتهديد ويبدوا بان ادارة الرئيس الامريكي قد تقع في الفخ الاوكراني حيث ان الناتو لا يتعدى كونه قوات امريكية بمشاركة اوروبية ضعيفة لا تتعدى توفير القواعد العسكرية وبانفاق عسكري لا يتعدى 2 % في اغلب تلك الدول.

تصوري لاي صراع مستقبلي بانه سياخذ شكل الحرب الهجينة وسيعتمد الروس على الحركات الانفصالية داخل اوكرانيا وتشجيع الاقليات الروسية المؤثرة ومع ابقاء القوة الروسية متاهبة على الحدود وسيكون الرد الامريكي مقابلة التهديد بطريقة متوازية عن طريق مد العصابات الوطنية الاوكرانية بالسلاح وتاهيلها لتقوم بنقل الحرب الى داخل القرم وحتى داخل روسيا وهذة ستكون البديل الرئيسي في حالة فشل الردع عن طريق العقوبات الاقتصادية .

في الحالة الانية قد يكون السيناريوا الاكثر احتمالا هو بقاء الوضع الراهن بدون اي تصعيد , حيث ان بوتين يراقب ويجس نبض الاستعداد الامريكي وعلى ضوء الحزم الغربي غالبا ما يتخذ قراراته ويبدوا بان هناك اجماع في الغرب على عدم السماح لروسيا بوتين باحراز اي نصر وبوجود حزمة جاهزة من العقوبات الاقتصادية التي ستدمر شعبية بوتين داخل روسيا , ومع كل هذا فان التعامل مع روسيا هو اصعب بكثير من التعامل مع دول ديمقراطية حيث ان اغلب القرار موجود في راس شخص واحد وهنا مصدر الخطورة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :