هاشتاق لا للنفاق الانتخابي
د. محمد المعايطة
19-03-2022 01:56 PM
أصبح الأردنيون في هذه الأيام تعج مجالسهم ليلا ونهارا عن الإنتخابات وبجميع أطياف المجتمع حيث حديثهم يزداد يوماً بعد يوم في هذه الأيام الحاسمة ومع قرب يوم الإقتراع خلال أيام حيث أصبح الكثير من المنافقين والسماسرة والحاقدين أصحاب الفتن بين الناس يرون أنفسهم أنهم هم عرابو الانتخابات بغض النظر عن ثقافتهم أو ذكائهم السياسي، أو تجاربهم السابقة، ومن جهة أخرى أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي، التي هي من ضرورات الحياة اليومية، تستخدم بكثرة في النفاق الإجتماعي والمجاملة والكذب والتحاليل
وما شابه لتحقيق منفعات شخصية، أو دفع الآخرين لأخذ نظرة مغايرة عن حقيقته التي قد تتسم أحياناً بصفات لا تقربه من الآخرين. في حين بعض الإشارات تقول إن الانتخابات أصبحت أو باتت قريبة وعلى الأبواب خلال أيام معدودة، وبدأ المد والجزر والمسرحيات الحيّة التي نشاهدها على الهواء مباشرة، بممثلين وكومبارس مبتدئين، يتجلى خلالها النفاق، والعصبية والشللية، والكذب، والتصنع. وبعد تساؤلات كثيرة قمت بالتمحيص عن أسباب هذا المرض وهو النفاق الإجتماعي الذي أصبح إدماناً عند البعض وبكل أسف.. ومن الناحية النفسية والإجتماعية من أصحاب الإختصاص، ومن خلال سؤال الناشط الاجتماعي الدكتور إحسان جرادات عن رأيه؛ قال إن النفوس بحاجة إلى ترميم، وليس إلى تأزيم، وهذه ظاهرة نفسية موسمية يعاني منها ضعفاء النفوس وهي حالة إدمان كأي مرض يعاني منه الشخص من خلال حالته النفسية وعلاجه هو النفاق ومصالحه الشخصية بديلاً عن العلاجات إلى بعض مرضى النفسية وشدد على إصلاح النفوس أولاً، وتحكيم العقل والضمير، والإبتعاد عن الشللية والعصبية والبغيضة. ودعا الجرادات الى العمل على تغيير الكثير من الممارسات والمفاهيم والقناعات الخاطئة لدى البعض، وأن نختار الأفضل، والأصلح، والأقوى، والصادق، الصدوق، الذي عاش ومازال يعيش بين أبناء مجتمعه، كي يعمل بكل جدية للمصلحة العامة وأن يكون كفوء.. في حين ومن خلال الإستقصاء الذي نشاهده في الحياة السياسية التي تعيشها البلاد يطالب الجمهور بالإصلاح مناشداً المجتمع البعد عن النفاق الانتخابي، والعمل على إفراز الأفضل لمصلحة الوطن والشعب أولاً وأخيراً.
ومن جهته قال البروفيسور حسين المحادين، أخصائي علم الاجتماع في جامعة مؤتة والناشط السياسي في محافظة الكرك، تحدث بأن هناك أسباباً كثيرة للنفاق الاجتماعي (الانتخابي) بين المرشحين والخلاء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، منها قلة الثلاثة والذكاء السياسي وقلة الوازع الديني وعدم إدراك الناس مخاطر هذا النفاق وعواقبه من حيث توعد الله المنافقين بالعذاب الشديد، كما أن هناك من يعتبر النفاق وسيلة سهلة للوصول إلي مبتغاه من خلال التملق، ومن أجل المصالح وتزييف الحقائق، ونجد النفاق الاجتماعي واضحاً في مجال الأعراس أو المناسبات للتباهي والتفاخر، وفي مجال الأعمال الخيرية للحصول على مديح الناس وثنائهم.
وأضاف المحادين أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست للنفاق بقدر ما يفترض أنها للاستفادة من نمط الحياة المتجدد مع المتغيرات كوجود الأخبار، فهذه المواقع أصبحت وسائل لإيصال المعلومات والإجابة عن أسئلة الجمهور، ومعرفة من هو الأفضل و خاصة لمن يتطلب مجال عمله التواصل بشكل مستمر، فتكون هذه الوسائل طريقة أسرع وأسهل وأكثر انتشاراً، وفيها توفير للوقت بحيث تجيب لمرة واحدة عن استفسار قد يتكرر، وتبقي هذه الإجابة في حسابك ويمكنك أن تسهل الوصول إليها عن طريق استخدام أداة «الهاشتاق» لا للنفاق وما شابه ذلك. أما أخصائي الطب النفسي الطبيب الدكتور مالك الرواشدة فقال إن الذين هم خلف الشاشات ليسوا منافقين، أو يمارسون هذا النفاق، بل أصبحت عادة ومرضاً عندهم أي أصبحت وسيلة في هذا الكون هي سلاح ذو حدين لهم، فالتواصل الاجتماعي لا يمكن الإستغناء عنه، ولاحظ أحياناً تكون جالسا ساعات وهو لا يكلمك، ولا ينطق معك، وإذا ابتعد عن هذا العالم يصبح عصبياً ولا يهدأ الا إذا اخذ مهدئات، ويصبح مدمنا على العلاجات المهدئة وهكذا. وعلى النقيض من ذلك هناك أشخاص لديهم نفاق وخاصة عندما يكونون من خلف الشاشة فيختبئون وراءها سعياً للشهرة أو لإنتحال شخصيات الآخرين أو من أجل كسب المال بطرق الخداع والكذب ولا يهمه إن فتن المجتمع بالانتخابات حيث هذه الشخصيات تكون لديها مشاكل عدة لضعف ثقة أصحابها والبعض الآخر هو كومبارس وأداة للغير في سبيل الخراب وحيث نقول نحن كما قال رب العرش العظيم.
“وبشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما” صدق الله العظيم
وفي الختام نتمنى أن يفرز الأردنيون الأفضل وخير العباد للبلاد في هذا العرس الديمقراطي