facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسار الدهشة بأم رميث (صور)


عبدالرحيم العرجان
27-09-2022 11:15 AM

إن أم رميث ذو موقع استراتيجي؛ كانت مكاناً لاستراحة قوافل التجار واتخذت كمعقل للدولة العباسية الأولى ويقول بعض المؤرخين أنها تشكلت بداياتها في الخفاء لتصبح موقع مناسب لطرق الحج والتجارة القديمة، أما موقعها على الخريطة فيعتبر مناسب حيث تقع في شمال مدينة الحميمة.

رحلتنا انطلقت بعد التوقف على مطل طريق رأس النقب، حيث توجه نظرنا للأفق الواسعة من غربي الطريق الصحراوي، وتابعنا مسيرنا نحو بلدة العباسية؛ وهي نقطة انطلاق عابري السهل الذي استمد اسمه من نبات الرمث الذي ينبت فيه بكثافة، وهو خير مرعى للإبل ومصدر للحطب بعد أن يجف، ومنه أيضاً يصنع أفضل أنواع الصابون وأفخره، وبالنسبة لرماده فهو مطهر للجروح ومنقوع لعلاج الزكام ونزلات البرد حسب الطب الشعبي والبديل.

سلكنا طريقنا نحو شق الوادي الضيق كالقمع الذي تصب فيه مياه الأمطار متوجهاً غرباً نحو وادي عربا، وهناك كان انزالنا الأول بواسطة الحبال بعد التأكد من قائد المسير من جميع شروط السلامة ووجوب التقيد بأدق تفاصيلها وصولاً لنقطة النهاية وبر الأمان.

الانزال الأول كان على صخر صقلته المياه، تلاه عدد من المقاطع والجلاميد المجوفة والانزلاقات الصخرية التي تتطلب مهارات عالية، وبتعاون الفريق -لمحدودية نقاط الثبات والتماسك عليها- تم تجاوزه بالاضافة لستتة انزالات اعلاها بلغ أربعين متر مختلفة الصعوبة وفائقة الروعة منها ما هو مدخله حلزوني يفضي عبر لولبيات لمهبط كالبئر، ووصولاً لقاعدة الجبل عبر شقوق ندر فيها النباتات نتيجة السيل الهادر الجارف لما فيه من طيور اتخذت من تجاويف أعالي الصخر، أعشاش لها وما كان يرشدنا إليها ما تساقط بالقاع من ريشها.

إنها جيولوجيا عظيمة، تآسرك مشاهدتها أينما نظرت بصدع الأخشبيّن، حيث يعود في تكوينها إلى العصر الكامبري 520 مليون عام، اشغلتنا بالتقاط صور بعالم من السكون ونشوة إنجاز قد تمت بوقت قياسي والتي تجلت بحنكة قائد المسار ومهاراته العالية وبالتوالي لتثبيت الحبال ومرابطها بكل احترافية في حنايا الصخور.

وفي نهاية الشق المفضي لقلب الوادي والمستمد اسمه أيضا من السهل "ام ارميث" كانت استراحتنا ولنعود لنقطة البداية سالكين احدى الدروب الآمنة على أكتاف الجبل، مستغلين وقتنا لزيارة موقع آخر من نوادر الطبيعة في الشرق الأوسط "شق العجوز" والمفتوح للجميع دون قيد أو رسوم مرور، وهنا تحدثنا عن جماليته وتكوينه الرائع بمقالنا سابقاً، والمستوجب حمايته والتركيز عليه ليكون نقطة جذب للباحثين وعشاق السياحة البيئية والتنمية للمنطقة، والذي من الممكن أن يشغل عدد من الأهالي بطريقة احترافية بعد تدريبهم والاستثمار بطاقاتهم لخدمة السياحة، ومفاهيما الحضارية وما يرافقها من دلالة وإيواء حسب قانون الدولة، وتعليمات وأنظمة وزارة السياحة والآثار، بتقديم خدمة وما يوازيها من أجر عادل للعابرين، ومن أراد الخلوة في حياة البادية، إن هذا المكان متكامل في جميع جوانبه، لذلك يعتبر نقطة جذب حيث تمر فيه قناة الماء النبطية الظاهرة أطلالها على جنبات الطريق وحين كانت تسقي الحميمة وتروي المرتحلين على الطريق التاريخي القديم ودرب الأردن المستحدث لرواد المسير والترحال بمرحلته ما بين البتراء ووادي رم الذي أصبح ذو مكانة دولية وحصد عدد من الجوائز العالمية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :