عمون- شجرة المرخ هي نبات يعتبر جزءًا من فصيلة العشارية وتعتبر السوسن أيضًا اسمًا آخر لها. وذكرت الآية السابقة في القرآن الكريم أن الله جعل للبشرية النار من الأشجار الخضراء، ويُشير ذلك إلى فائدة شجرة المرخ في إنتاج النار.
يبلغ ارتفاع شجرة المرخ حوالي 3 أمتار تقريبًا، وتتفرع سيقانها بشكل كثيف وتكون أسطوانية الشكل. وتكون أوراقها أخضر فاتح ومستطيلة الشكل عندما تكون في مرحلة النمو الأولى، وعندما يصل طولها إلى نصف متر تقريبًا، تتساقط الأوراق وتصبح الشجرة عارية من الورق.
تنمو أزهار المرخ بالقرب من قاعدة الأفرع، وتكون لونها أصفرًا وتشبه الشكل الفنجاني أو النجمي، وتتكون من 5 فصوص قصيرة. وتكون ثمار المرخ على شكل مخروط وتبلغ طولها حوالي 6 سنتيمترات، وتحتوي على بذور سوداء ملفوفة بوبر ناعم يشبه الحرير باللون الأبيض. وتكون الثمار محاطة بغلاف سميك باللون البني الفاتح، وعند نضوج الثمار، ينشق الغلاف طوليًا ويتطاير الوبر الحريري مع الرياح، وبعد ذلك تسقط البذور على الأرض، وعند هطول الأمطار تنبت البذور مرة أخرى.
تنمو شجرة المرخ بكثرة في السعودية على السهول الرملية باتجاه ساحل البحر الأحمر قرب مدينة جدة والحجاز والمناطق الجنوبية الغربية من السعودية.
وقد كانت شجرة المرخ تستخدم في الماضي لعدة أغراض، فكان يستخدم لحاء الأغصان الخضراء لتضميد الجروح، حيث يؤخذ اللحاء الطري ويطحن جيدًا ثم يوضع على الجرح ويُربط بقطعة من القماش ويترك لبعض الوقت حتى يشفى الجرح. كما يمكن أيضًا تناول الأغصان الطرية الخضراء، فهي لذيذة المذاق، وتستخدم في رعي الأبل لأن الأبل تأكلها وتحبها كثيرًا.
وتستخدم شجرة المرخ في تحضير بعض التوابل الخليجية مثل المضبي والكبسة والمضغوط. وقد تم استخدامها في الماضي لتثبيت أسقف العشش وصنع الحبال التي تتميز بقوتها ومقاومتها للعوامل الجوية. كما يستخدم اللحاء الناعم بين القشرة والعود في صناعة السحي، وهي أحزمة تُستخدم لربط البطون، فهي ناعمة وقوية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت النساء في الماضي تستخدم حبال السحي لصنع الظفائر وتزيينها بالخرز الملون، مما يعطي مظهرًا جميلاً وفنيًا رائعًا. وكان يستخدم اللحاء في صنع الفخاخ لصيد الغزلان والأرانب والقطا.
حديثًا، يستخدم لحاء وأغصان شجرة المرخ في بناء العرشات للتظليل في مشاتل الطماطم، ويستخدم أيضًا في تتبيل اللحم لإضفاء مذاق رائع ولذيذ عليه في الأكلات الخليجية.