facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الامير زيد بن الحسين بن علي وذكريات الثورة .. والشريف حسين


أمل محي الدين الكردي
28-01-2023 08:48 PM

في عام 1968م كانت الصحفية الدكتورة عصمت زوجة صباح نوري السعيد تقيم في لندن وكانت تبحث عن سجلات ووثائق من أجل تأليف كتاب لها بإسم (الحركة العربية ) وقد أتيحت لها الفرصة للمقابلة الامير زيد بن الحسين رحمه الله في لندن لأكثر من مرة وكانت الزيارة الاؤلى لها الذي أستقبلها استقبال الهاشميين المتواضع والمعروف عنهم كما وصفته بكلمات قليلة رحب بها وبلهجة عراقية كانت تتغلب على نطقه. حيث بدأ حديثه بأنه من مواليد 1897م كما ذكرت الصحفية علماً يوثق تاريخ ميلاده 28 فبراير 1898م ووصفته بأنه متوسط القامة ويتمتع بصحة جيدة وانه ذو بنية قوية نسبياً وقد اوضحت الكاتبة من خلال الترجمة بأن زوجته فخر النساء أخبرتها بأن سمو الامير يعاني من تصلب الشرايين في القلب هذه الوهلة التي كانت فاتحة للحديث والتي عبر بها سمو الامير فقال : انه لا يذكر تفاصيل واحداث ايام الشباب السالفة ولا يستطيع التبسط في الحديث عنها بعد أن مر خمسون عاماً عليها .

وتحدتث الكاتبة بأنها زارت سمو الامير يوم 26و30وايلول و6 تشرين الاول من عام 1968م وكانت الصحفية تحاول أن تاخذ من الامير الحديث الطويل وحسب ما قرأته بأن الامير كان يشعر بمرارة الاحداث لعل وراءها أسباب كثيرة فيها المعلن وغير المعلن .

ولم تكن المقابلة كسؤال وجواب ولكنه شرح بصيغة الحديث فقال : عندما أعلن الحسين الثورة ،كان يعتقد أن الروح القومية عند العرب أقوى بكثير مما تبين له فيما بعد ،واضاف الامير عندما جاءت الرسل من سوريا يحدثونه عن استعداد السوريين للثورة تصور الشريف حسين رحمه الله بأنهم يستطيعون القيام بعمليات فعالة وللاسف لم يكن تصور الحسين بمحله واضاف عن نوري الشعلان على سبيل المثال بان كان يعطي مواعيد وياخذ اموالاً لشهر آب من عام 1918م وعندما اعطاه سيدي فيصل 30 قطمة من الليرات الذهبية (ويقصد هنا القطمة الكيس كان يحتوي كل منها الف ليرة ذهبية ).

وعندما دخلنا دمشق ظهرت لنا الحقيقة أكثر فأكثر ،هذا شامي وهذا درزي وهذا حلبي وهذا بدوي واضيف على ذلك هذا عراقي ولبناني وفلسطيني غير أنه وجدنا مشاكل بين السنة والشيعة والاكراد .

وأضاف سمو الامير حديثاً طويلاً عن الشريف حسين فقال : ان الشريف حسين اخطأ في القيام بالثورة دون أن ياخذ من الانكليز عهوداً اكثر وضوحاً ووصف الشريف حسين بأنه شديد التصلب في آرائه لم يكن إنساناً هيناً او ليناً ولكنه كان دون شك صاحب مبدأ وعقيدة ،وغير صحيح انني كنت أحث الحسين على القبول بالمعاهدة لان الحسين لا يسمع من أحد ولم يكن يؤثر به أحد .

واضاف سموه بأن الحسين عندما وصل قبرص كنا نعتقد انه يملك مالاً كثيراً ولكن تبين انه لا يملك الا اربعة الاف ليرة وكان سيدي فيصل وعبد الله يرسلان له مالاً محدوداً ولم تكن تصل بانتظام.

وفي قبرص أظهر ستورس الكثير من قلة الوفاء بعدما كنا نعتقد انه صديق لنا ولسيدي عبد الله خاصة.

هذا واضاف سمو الامير عن الثورة وكيف الانكليز لم يعطوهم الاسلحة الكافية ولم تكن اقوى من الاسلحة والمدافع التي مع الاتراك وشرح عن المعيقات لنقل الاسلحة وعن البدو ووصف سمو الامير لورنس بانه عصبي المزاج ولم يكن له في الثورة آي شأن الذي يتصوره الكتاب الانكليز وللاسف من خلال ما ترجمت المقابلة وكأني رأيت لورنس الشخصية التي أخذت أكثر من حجمها وان كان لها حجم في ذلك الوقت عدا عن تصوراتي بخيانات كانت واضحة واعجبني تواضع الامير زيد بأنه تقابل مع لورنس عدة مرات وفي ذات مرة شكا له من النقرس وبعث له الدواء .

واضاف عن علاقة الجنود ببعضهم البعض وقال كنت انوي كتابة مذكرات عن الثورة العربية وقد سهرت لليالي في مكة وقبرص على ضوء قنديل لكي انسخ بخط يدي مراسلات الحسين وقد نقل اوراقه الى قبرص معه وعادت معه الى عمان عندما اقتربت نهاية ايامه .

وكان سمو الامير يشعر بالاسى من تقلبات وتحولات مواقف البعض وكانت بالنسبة له مصيبة كبيرة حيث تحدث عن استقبال نوري الشعلان في استقبال غورو عند دخوله دمشق ونسيب البكري الذي تحول موقفه وزعماء العراق الذي كان لهم النصيب الاكبر في حدوث انقلاب عام 1958م لانهم لم يتعاونوا مع بعضهم البعض وبعد فيصل الاول ابتعد حكام العراق عن الشعب صاروا لا يعرفون ما يريد الشعب وحذرت ونبهت ولكن لم يسمع مني أحد .

ولكني من خلال هذه المقابلة التي كنت اتمنى نقلها كاملة ولكن حاولت جاهدة لنقل المهم منها واكثر ما اعجبني ولم اتفاجىء به بوصف سمو الامير عندما قال ان الحسين اخفق محادثات لورنس في جدة عام 1921م من أجل عقد معاهدة لسبب واحد هو تصلب الشريف حسين فيما يتعلق بفلسطين وكان الحسين يقول انه تعهد للعرب بأن استقلالهم مكفول وهو لا يستطيع ان يوقع معاهدة لا تكفل ذلك الاستقلال .

هذا الامير الذي وصف الحال وهو بعمر الثانية والسبعين عاماً في حينه ولا زلنا نبحث عن مذكرات ووثائق ساهمت بكتابة التاريخ الذي لن نتوقف عنه وسيكون سجلاً يدرس للاجيال قادمة بإذن الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :