عمون - لقد خلق الله عز وجل الكائنات الحية المختلفة والمتنوعة، وقد وهب لكل منها طريقة للتواصل تختلف عن غيرها من الكائنات الحية. وخلق الله أيضًا الإنسان على أكمل وجه، وجعل الكلام هو الوسيلة التي يتواصل بها البشر في حياتهم اليومية.

تعتقد بعض المدارس اللغوية أن هذه اللغات جميعها نشأت من أصل واحد، ومع تطور الزمن تعددت اللغات بتعدد الشعوب. هناك من يعتقد أن الله عز وجل قد قام بتلقين سيدنا آدم عليه السلام اللغة منذ بداية الخلق، واستدلوا بهذا القول على الآية القرآنية التي يقول الله تعالى فيها: "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين".

وهناك فريق آخر من العلماء يرون أن الإنسان الأول قام بالتواصل عن طريق الإشارات والحركات، ثم تطورت هذه الإشارات حتى أصبحت لغة متكاملة. والفريق الثالث يعتبر وجهة نظر وسطية تجمع بين النظريتين السابقتين.

لا يزال غموضًا حول أول لغة تحدث بها أجدادنا الأوائل، فلا يوجد تأكيد محدد على هذا الأمر. هناك العديد من الآراء التي تحاول تحديد لغة معينة كأولى اللغات، وتستند إلى أدلة واقعية أو نظرية. ومع ذلك، هناك أيضًا بعض الآراء التي تستند إلى أدلة كاذبة تهدف إلى ترجيح لغة معينة كأولى اللغات.

ومن ناحية أخرى، تعتبر اللغة السومرية أول لغة مكتوبة تاريخيًا. فقد كانت اللغة التي تحدث بها السومريون في بلاد الرافدين، وتعود جذورها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد. وعلى الرغم من أنه لا يوجد معرفة دقيقة عن متى بدأت هذه اللغة، إلا أنها انقرضت في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد واستبدلت باللغة الآكدية. ومع ذلك، لا تزال اللغة السومرية تستخدم في الأدب والنصوص الدينية حتى القرن الأول قبل الميلاد.

وبالنسبة للغات السامية، التي تعود تسميتها إلى سام بن نوح، فهي من بين أقدم اللغات التي انتشرت. تتفرع هذه اللغات اليوم إلى عدد من اللغات المنتشرة في الشرق الأوسط وإفريقيا. وتُعتبر هذه اللغات أيضًا من بين أقدم اللغات المكتوبة، حيث تعود كتاباتها إلى خمسة آلاف سنة تقريبًا من الوقت الحاضر. وتوجد العديد من اللغات السامية في العصر الحالي، ويقدر عدد المتحدثين بهذه اللغات بما يقرب من خمسة ملايين شخص. ومن بين هذه اللغات اللغة العربية، التي تعد الأكثر انتشارًا بين لغات العالم من حيث عدد المتحدثين.

تُعتبر اللغة العبرية أيضًا لغة سامية، وعدد متحدثيها يقدر بحوالي خمسة ملايين شخص فقط.