عمون - الموت يعتبر نقيض الحياة، حيث يشير إلى انتهاء الحياة وانقطاعها. الحياة تتميز بالنمو والاستمرارية من خلال وظيفة الأجهزة داخل الجسم التي تمد الكائن الحي بالموارد اللازمة. في حالة الإنسان، يتألف من الجسم الذي يمثل الجانب المادي والملموس، ويتكون من أجهزة وأعضاء تعمل بنظام محدد تم تصميمها بحكمة من الخالق. أما الروح، فهي الجانب غير المادي وغير المحسوس الذي يدير ويشغل جميع أجهزة الجسم لفترة محددة، وتعبر هذه الفترة هي عمر الإنسان التي قدرها الله.
يصف الإمام الغزالي الموت على أنه انفصال الروح عن الجسد وتوقف تصرفها فيه. وبالنسبة للأعضاء، فهي كأجهزة تعمل بتوجيه من الروح، والموت هو تغيير حالة هذه الأعضاء فقط. وبعد انفصال الروح عن الجسد، تصعد الروح إلى السماء. هذا هو التعريف الفلسفي والروحي للموت.
من الحقائق العلمية التي وردت في القرآن الكريم، أن الجسم يتكون من خلايا، وكل خلية تحتوي على ساعة حيوية تحدد عملياتها الحيوية من الولادة إلى الوفاة. وهذه الساعة تعمل ببرمجة محددة لعدد معين من الدقات، فعندما تصل الدقة الأخيرة، يحدث الموت. تؤكد الآية القرآنية "وَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" هذا المفهوم.
أكتشف العلماء أن برنامج الموت داخل الخلية ينشأ من الخلية نفسها، ويعني أن الموت هو مخلوق مثل الحياة. يشير القرآن الكريم إلى ذلك بقوله "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ". فالنهاية الطبيعية للكائن الحي هي الموت، وكلما تقدم الإنسان في السن، يقترب من هذه النهاية، حيث تضعف أجهزة الجسم وتتوقف بعضها عن العمل، وهذا يعتبر الموت الطبيعي.
يؤكد الأطباء أن علامات الموت تشمل توقف التنفس وتوقف نبض القلب وتوقف الدورة الدموية، وعند حدوث هذه العلامات مجتمعة، يتم تأكيد حالة الموت من قبل الأطباء. قد يتم توقيف عمل القلب لفترة زمنية أثناء عمليات الإنعاش القلبي، ولكن الدورة الدموية تستمر. بعض الأشخاص يمكن توجيههم للتنفس الاصطناعي في بعض الحالات، مما يحافظ على عمل الدورة الدموية.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن أول ما يتوقف عن العمل في الموت هو حاسة البصر، ويفقد الجلد رطوبته، وتتصلب تدريجياً الأعضاء الحيوية في الجسم وتتيبس العضلات، وآخر ما يفقده الميت هو حاسة السمع.