facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ايفيرست قمة الطموح ..


عبدالرحيم العرجان
05-06-2023 10:54 AM

كلاً منا يبحث عن أعلى درجات سلم ماسلو لإثبات الذات، وكما أورد الشاعر ابراهيم نصر الله والذي صعد القمة الإفريقية كلمنجارو " في كل إنسان قمه عليه أن يصعدها وإلا بقي في القاع مهما صعد من قمم" ونقول القمم لمن أراد الوصول.

الواصل الأول وأرقام قياسية
قبل سبعون عاما وفي التاسع والعشرين من مايو العام ١٩٥٣ وطئت أول قدم إنسان سقف العالم وهي قمة افيرست للمغامر النيوزلندي
ادمند هيلاري ومرشده المحلي الجريء تينسنغ نوري مجسداً بذلك المعنى الحقيقي للكلمة في عبارة " أهل مكة أدرى بشعابها" بعد انتظار وتحدي طويل ليدخل اسمه التاريخ وليحتفي العالم بذات اليوم عنوانا للتحدي والإنجاز بعد ترقب طويل.

حملت القمة المكتشفة عام ١٨٤٨ م اسم موثقها الجغرافي جورج ايفيرست بعد أن سجلها بارتفاع ٨٨٤٨ آلاف مترا لجبال الهاملايا وتقاسمها بين دولتي نيبال المعتمدة باقتصادها بشكل كبير على سياحة الجبال والتبت الصينيه ، لتصبح مقصداً للتحدي والبطولة بحق، فالصعود إليها ليس بالأمر السهل بل يحتاج لإعداد نفسي كبير وقدرة بدنية هائلة وإمكانية للتكيف والتأقلم مع المكان الغير مأهول.

والتحدي الأصعب المتمثل بنقص الأوكسجين لما بعد نقطة الموت وأخطرها بعد وصول ارتفاع ٨٠٠٠ آلاف متر حين تصبح نسبة الإشباع دون الخمسة وعشرين بالمائة من المعدل العام مع أن رينهو لدميسنير تغلب على ذلك فبلغها دون التزويد بالأوكسجين في العام ١٩٧٨ م وتلته ديستيفانو أرسينتيف بعشرين عام لتكون أول إمرأة تحقق ذلك وتلقى حتفها بطريق العودة بعد هذا الإنجاز، وزوجها الذي عاد وحيداً للبحث عنها، ليجيء بعدهم في العام ٢٠٢٣ كامي ريتا شيربا البالغ من العمر ٥٣ عاما محطماً كافة الأرقام القياسية ومتفوقا على نفسه بصعود القمة ٢٨ مرة وليدخل كتاب جينس كاسراً رقمه السابق بفارق عشر مرات عن نظيره البريطاني كينتون كول
" من غير اهل الهاملايا"، وهذا العام تحديداً وافقت الحكومة النيبالية على منح أكبر عدد تصاريح بالسماح بصعود القمة بعدد بلغ ٤٦٣ إذنا بعد الموافقة على إجراءات السلامة واختبارات الصحة والتحقق من التجارب بالوصول لعدد من القمم تؤهل المتسلق للقيام بهذه المغامرة وتجاوز خط الهذيان والموت، وعلى أن يكون ضمن مجموعة منظمة من قبل شركة محلية مرخصة حسب أصول الدولة وجاهزية المعدات من حبال وسلالم واسطوانات الأوكسجين والتعهد بإنزال نفايات المشاركين لصعوبة تحللها نتجية البرودة العالية والتي قد تتجاوز ال ٣٥ درجة تحت الصفر.

رحلة البطولة أو اللاّ عودة..
فالصعود إلى جبال الهاملايا ليس بنزهة خيالية ودروبها ليس أمرا سهلا أبدا ، فما أن تطأ قدماك الدرب لا سبيل للعودة إلاّ بطائرة مروحية ، هذا لما دون ٥٠٠٠ آلاف متر وبعدها يصبح أمر العودة يتطلب النزول لهذا المستوى أو بلوغ مخيم القاعدة وهو الحد الفاصل بين المسير الراجل والتسلق بالأدوات الإحترافية والذي يعتبر موقع التدريبات الأساسيه وفرص التكيف مع المكان وأثره على الجسم ويحتاج الوصول إليه عشرة أيام على الأقل سيراً على الأقدام قبل البدء بصعود الجبل في محاولة أخرى برحلة تصل مجمل مراحلها إلى قرابة الشهرين.. والإعتماد على أبسط مقومات الحياة والرفاهية وقلة الإستحمام واختلاف الطعام عن المعتاد وتقلبات الحالة النفسية التي تحتاج دوماً لدعم الفريق وإعادة إحياء العزيمة والتحدي والنشاط.

وبهذا المخيم الذي أرست قواعده إرسالية هيلاري وتم إنشاء تسعة مواقع من بعده، وما زال عدد منها عاملاً حتى اليوم وعنده تبدأ نسبة الاوكسجين بالإنخفاض ليبدأ أثرها الملحوظ على الجسم يشتد، فكلما بلغ ارتفاعا أكبر كلما اشتد اثره أكثر، وأخطرها عند مستوى ٨٠٠٠ آلاف متر والمعروفة "بنقطة الموت" وفيها قد يجابه أعراض الوذمة الرئوية والدماغية كالتعب والأرق وصولاً للعمي الثلجي، وصعوبة الإدراك فقد ينسى تمكين مرابط التعلق والتثبيت بالحزام الحامل أو قد يضل الطريق عن الفريق وخلع الملابس بشكل لا إرادي والقيئ المتكرر ، وقد يصل الأمر لانفجار الاوعية الدماغية والموت، للأسف إن حدث ذلك فسوف تترك جثتك على الطريق لاستحالة النزول بها لثقلها ، وتصبح بعدها علامة إرشادية كالكثير من الجثث البشرية الملقاة هناك، ومنها جسد جورج مالوري الذي اختفى أثره عام ١٩٢٤ م ليظهر فجأة بعد مرور ٧٥ عاما نتيجة إنهيار ثلجي وهي نفس الطريقة التي لقي حتفه بها مع سبعة رجال من الفريق ، ولا يعرف حتى الآن إن كان قد بلغ القمة بتلك الرحلة، لعدم وجود شبكات اتصال بذلك الوقت أو توثيق الكتروني أو تتبع الرحلة، ومثلة الكثير ما زال مفقودا حتى اليوم بعد مرور عشرات السنين.

وإلى جانب نقص الاوكسجين يواجه عشاق تسلق الجبال سلسلة من التحديات يكمن أخطرها في حدوث الإنهيارات الجليدية والتغير المفاجىء للحالة الجوية والمناخ الذي قد يعيق التقدم ويتطلب العودة للمخيم مع أن هناك موسمين أمان في العام يسمح فيهن بالرحلات ،كذلك تأخر الإمداد والتغير بالحالة النفسية وضغوطاتها نتيجة العزلة ونقص الاوكسجين وأمراض الجبل والإرتفاعات الشاهقة وتقبّل تغير نوعية الطعام، كلها تشكل مجتمعة تحديا من الصعب التكيف معه لغير المعتادين على هذا النوع من الرياضات الخطرة.

الفخر والرسائل الانسانية
وكل من يصعد القمة يحقق ما يطمح إليه من إثبات الذات وتسجيله رقما لوطنه كي يفخر به لرفع رايته عاليا، وهو ما يفكر فيه كل مغامر أثناء صعوده للقمة، مع أن الكثيرين يغامرون برحلة تتجاوز كلفتها السبعين ألف دولار ويذهب بتمويله الشخصي من دون الحصول على الدعم أو اقتناع من المسؤولين والمجتمع برسالته ومبتغاه، لا بل قد يعود مصاباً عليلاً فاقدا لأحد أطرافة أو مفقودا هناك أو يترك جثة هامدة متجمدة على أطراف الجبال وقد تبقى مَعلما هناك كصاحب الحذاء الأخضر "تسيوانج باجلور " صاحب أشهر جثة على قمة الموت ورحل فى عام ١٩٩٦ م، فإن استطاع المتسلق الوصول وتحقق إنجازه تم تكريمه جلّ تكريم بينما إذا أخفق وفشل في الوصول إلى القمة تعالت الأصوات ضدّه بتنمر لعدم قدرته ومجازفته على الرغم أنه نال شرف المحاولة، مع العلم بأن معظم عشاق الطبيعة من أكثر الناس إنسانيا و تعاطفا والكثير منهم يرغب بتوجيه الأنظار بإنجازه نحو قضية ما يتطلب حلها أو لتسليط حالة من التعاطف الدولي معها أو لترويج المعالم بوطنه والاعتزاز بها ..

بورجا تجربة عالمية
نيرمال بورجا الرجل الأسطورة الذي استطاع أن يتسلق ١٤ قمة زاد ارتفاعها عن ٨٠٠٠ آلاف متر خلال ١٨٩ يوم لتوثق نتفليكس إنجازه العظيم وتنتج عنه قبل عامين فيلما ذاع صيته كاسراً بذلك رقما إيطاليا والذي كان يتسلق فيه قمة واحدة كل عام، فبورجا الملقب بالنمس أصبح قدوة بهذا العالم والسبب الرئيسي لإنسانيته حين كان يؤاثر البحث والإنقاذ في ظروف مستحيلة على نفسه، والفخور بأبناء جلدته من الشيربا واللذين اعتادوا بلوغ القمم وتحقيق أرقامًا قياسية متوالية، ولولعه في التسلق قام بإنشاء مؤسسة خاصة تعنى بتدريب المتسلقين والهواة والمحترفين، كما أضاف تجربة الإنزال المظلي عن الجبل والتزلج وأصبح اسمه علامة تجارية لأجود أنواع الأدوات والمعدات الإحترافية والتذكارات السياحية التي تعرّف برياضة تسلق الجبال، وقد تم توثيق تجربتة مترجمة لسبع لغات عالمية يحرص كل عشاق الجبال على قراءتها، وهو خير مثال للإستثمار الوطني الحقيقي لقدرات الشباب وإنجازاتهم، وتعد تجربتة عالمية ويتوجب أن تعمم في أخفض بقاع العالم والذي لا يقل أهمية عن قمة ايفيرست، ويستوجب بأن يكون له يوما يحتفى به مثل أعلى قمة في العالم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :