عمون - علم النفس المرضي، والمعروف أيضًا بالأمراض النفسية، هو فرع من العلوم النفسية يهتم بدراسة وتفسير ومعالجة الاضطرابات العقلية والحالات العاطفية التي يعاني منها بعض الأفراد، وترجع هذه الاضطرابات إلى عدة عوامل مختلفة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية. تتجلى هذه الاضطرابات عادة على شكل سلوكيات تشير إلى وجود اضطراب عقلي. يتم التعامل مع المرضى النفسيين الذين يعانون من الاضطرابات النفسية من قبل أطباء نفسيين أو علماء نفس، ويتم علاج المرضى باستخدام الأدوية أو العلاجات النفسية المبنية على معايير تشخيصية محددة في علم النفس المرضي.
في الماضي، كان الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أو عقلية يتم تصنيفهم كمنبوذين اجتماعياً، وفي بعض المجتمعات الغربية القديمة كان يعتقد أن المضطربين هم أشخاص تملكهم الشياطين أو الأرواح الشريرة، وكانوا يتعرضون للتعذيب والقتل. بدأ علم النفس المرضي مع الطبيب اليوناني هيبوكرايتس، الذي رفض فكرة أن الاضطرابات النفسية تنجم عن تملك الأرواح الشريرة، واعتقد أن الأعراض النفسية تنتج عن اضطرابات في الدماغ وعدم التوازن في السوائل في الجسم.
أفلاطون، الفيلسوف اليوناني، أشار إلى أن العقل والجسد هما جوهر واحد، وأي اضطراب في تركيبة العقل أو الجسد يؤدي إلى عدم انسجام نفسي داخل الجسم. في القرن الثامن عشر، قدم الفيلسوف جان جاك روسو رؤية عن العلاقة الصحية بين الطفل والوالدين، وأشار إلى أن الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية للشخص البالغ. تأثر سيجموند فرويد، المحلل النفسي النمساوي، بهذه الأفكار وطور طريقة الفحص السريري للاضطرابات النفسية. استخدم فرويد الحوار بين المريض والمحلل النفسي لفهم تجارب الفرد وطبيعته وطريقة تفكيره. ما زالت تقنيات فرويد متبعة حتى اليوم، ولذلك يُشار إليه باعتباره والد التحليل النفسي. تم إنشاء مدرسة في ألمانيا لتعليم فلسفته في معالجة الاضطرابات النفسية والعقلية.
يهتم الطبيب النفسي بشكل خاص بعلم النفس المرضي، ويهدف إلى وصف الأعراض التي يعاني منها المريض النفسي من خلال تشخيص المرض السريري ووصف العلاج المناسب، سواءً كان عبارة عن جلسات محددة أو وصف الأدوية ونقل المريض إلى المستشفى المتخصص في علاج الاضطرابات النفسية والعقلية.