في التماس الى الملك : الحكومة تصدر عفواً جزئياً عن محكومين بينهم "ابوسياف" وثمانية نشطاء اسلاميين من معان
25-07-2007 03:00 AM
عمون - سعد حتر - أوصت الحكومة الأردنية بإصدار عفو خاص جزئي عن ستة نشطاء إسلاميين من مدينة معان الجنوبية، وذلك بعد أيام من اعتصام أهالي السجناء أمام الديوان الملكي سعيا للحصول على عفو خاص، حسبما ما علم في مقر رئاسة الوزراء... وقرّر مجلس الوزراء مناشدة جلالة الملك عبد الله الثاني تخفيض أحكام بالإعدام صدرت أوائل العام الماضي ضد 9 نشطاء إسلاميين- من بينها ثلاثة أحكام غيابية، وذلك على خلفية أحداث عنف دامية وقعت في المدينة أواخر العام 2002. ومن المعروف أن العفو الملكي لا يغطيّ الفارين من قبضة السلطات.
وجاءت هذه المناشدة بعد أيام من زيارة رئيس الوزراء معروف البخيت إلى معان على خلفية الاعتصام أمام الديوان الملكي.
وكان المعتصمون طالبوا بالعفو عن أبنائهم ترجمة لوعود حكومية سابقة كما سعوا للقاء الملك، الموجود حاليا في واشنطن حيث يلتقى مع الرئيس جورج بوش ومن المقرر ان يصل اليوم .
وبموجب الدستور يحق للملك تخفيض العقوبة كليا بعفو خاص- لا يلغي السجل الإجرامي- أو عام يجتث العقوبة من جذورها، حسبما يؤكد قانونيون.
حكم الاعدام
وكانت محكمة أمن الدولة في الأردن قد حكمت بالإعدام في آذار 2006 على محمد الشلبي الملقب بـ(أبو سيّاف)، ومجدي كريشان، وعمر البزايعة، وعبد الفتاح كريشان فضلا عن الشقيقين عصري وخميس أبو درويش. وطالت عقوبة الإعدام ثلاثة فارين من قبضة السلطات.
وحكمت أمن الدولة أيضا غيابيا على 28 شخص من مدينة معان بالسجن بين سنة وعشر سنوات، فيما برأت ساحة 74 متهما على خلفية أحداث شغب دموية أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم شرطيان في هذه المدينة القريبة من الحدود السعودية.
ووجدت المحكمة آنذاك أن المتهمين متورطون بـ"القيام بأعمال إرهابية أفضت لموت إنسان، وحيازة أسلحة أوتوماتيكية ومتفجرات بقصد استخدامها على وجه غير مشروع، والقيام بأعمال إرهابية باستخدام مواد محرقة".
ورأي حكمت الرواشدة، أحد أعضاء هيئة الدفاع فرأى في تلك الأحكام "ظلما، إجحافا وقسوة" وأكد عزمه استئناف القرار لدى محكمة التمييز التي صادقت عليه.
موجات عنف
يذكر أن معان شهدت موجات عنف دموية خلال العقدين الماضيين لا سيما عام 1989، 1996 و2002.
في الأحداث الأخيرة، اتهمت السلطات الأردنية عشرات من سكان المدينة، أحد معاقل الإسلاميين المتشددين، بتخزين السلاح وتهريب المخدرات وقطع الطرق. إلا أن سكان معان نفوا تلك التهم.
وبعد 4 أشهر من أحداث الشغب والمواجهات المسلحة، حذّرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير سلمته للملك عبد الله الثاني من مخاطر تكرار أعمال الشغب في معان، التي يقطنها حوالي 40 ألف مواطن، أو في أي مدينة أخرى إن لم ينفذ الأردن إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة.
ويعود آخر عفو خاص في الأردن إلى أيلول/ سبتمبر العام الماضي، حين عفا عبد الله الثاني عن نائبين إسلاميين كان أحدهما اشاد علنا بزعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي.
يذكر أن الزرقاوي، الذي استفاد من عفو "عام" بعد أن اعتلى جلالة الملك عبد الله الثاني عرش الأردن عام 1999، قتل في غارة أمريكية قرب بغداد في منتصف العام 2006.