عمون - مفهوم السعادة في الفلسفة يتباين بين المذاهب الفكرية والفلسفية على مر العصور. يعتقد بعض الفلاسفة أن السعادة تأتي من اللذة الحسية، بينما يرى آخرون أنها تأتي من التفكير والوعي العقلي. هناك من يجمع بين الحس والفكر في مفهوم السعادة.
فيما يتعلق بأرسطو، فإنه يرى السعادة كتحقيق الخير والفضيلة. يعتبر أن السعادة تنبع من الاختيارات الحرة التي تدفع الإنسان نحو التأمل والتفكير. يؤكد على أهمية السعادة الروحية والفكرية، ويعتبرها مسألة جماعية وليست فردية.
أما الفارابي، فيعتقد أن السعادة ليست مجرد سعادة شخصية، بل هي جماعية. يشدد على أن السعادة تأتي من التفكير والفهم العميق للأمور، وتحقيق الصواب وتجنب الخطأ.
أما ابن مسكويه، فيعتبر السعادة جسمية ونفسية في الوقت نفسه. يشير إلى أن السعادة الدنيوية تأتي بعد تجربة الألم والجهد، بينما السعادة الأخروية هي الأكمل وتأتي من تقويم الأخلاق والبحث عن القيم الروحية.
باختصار، مفهوم السعادة في الفلسفة متنوع ويعتمد على الفلسفة الفردية لكل فيلسوف. يمكن تلخيصه بأنها تأتي من تحقيق الخير والفضيلة، سواء من خلال التفكير والعقل أو التجارب الحسية والأخلاق الصحيحة.