facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صناعة الذئاب المنفردة


عامر طهبوب
15-01-2024 07:31 PM

لم تأت عملية الطعن والدهس في رعنانا شمال تل أبيب التي قام بها شباناً من بلدة بني نعيم غرب الخليل صدفة، ولم تأت كفعل وإنما رد فعل، وهي ليست سبباً وإنما نتيجة، ولا يمكن قراءتها بمعزل عن ما يحدث في غزة والضفة الغربية معاً، وإن كانت عملية منفردة قد لا تتبع فصيلاً معيناً على الساحة الفلسطينية، وهذا من ناحية المبدأ.

إسرائيل ارتكبت حماقة في الضفة الغربية يدفع ثمنها الفلسطيني، ولا يسلم من ردود الفعل عليها مدني إسرائيلي، وما حدث من عمليات في القدس أو تل أبيب أو غيرها، جاءت نتيجة حتمية لوضع البشر في طنجرة "بريستو". إسرائيل شنت حرباً على الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، وارتكبت جرائم وحماقات غير مسبوقة، مارس الجيش القتل الميداني بلا مبرر، صعدت آليات الاحتلال على أجساد من سقطوا برصاصهم، شوهتهم، وضاعفت من ألم أهليهم.

إسرائيل توقفت عن تحويل الأموال المخصصة للسلطة الفلسطينية، الخنق شمل السلطة أيضاً، نصبت المزيد من الحواجز بين المدن والقرى، لم تكتف بجدار الفصل العنصري فقط. سرقت أموال محلات صرافة في بلدة حلحول، لم تكتف باغتيال الشهيد العارور في بيروت، اعتقلت شقيقتيه، اعتقلت نحو 3500 من أبناء الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، لم تكتف برشاشات وآليات الجيش، سلحت المستوطنين الذين شاركوا في عمليات قتل، جرفت أشجار الزيتون، منعت قطفه، فماذا تتوقع بعد ذلك كله.

سعت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر إلى القيام بعمليات تقليم أظافر الفلسطينيين عن طريق عمليات استباقية من خلال اقتحامات يومية بلا توقف للمدن والبلدات الفلسطينية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وما فعلته في الضفة الغربية خلال 101 يوماً، يمثل الغباء بعينه، والمحتل لا يتعلم من دروس الماضي، فالضفة الغربية لها طريقتها في المواجهة، لها أسلوبها المتفرد، المختلف، والمتطور دوماً، ولا قوة في العالم تستطيع منع ذئب منفرد من توجيه طعنة بسكين إلى جندي أو مجندة، أو مدني أو مدنية إسرائيلية، وإسرائيل نفسها هي صامعة الذئاب، توقظهم، تحفزهم، تملأ قلوبهم بالكراهية والرغبة في الانتقام، ثم تمثل دور الضحية.

المحتل وحده المسؤول عن ما يحدث في غزة من مجازر، وما يحدث لأبناء الضفة الغربية من قهر وحصار ومعاناة، إنه صانع النقمة والانتقام والغضب، والعقلية الإسرائيلية تقوم على "الغيتو"، فعلوا بالفلسطيني ما فًعِل بهم، قطّعوا الأرض، فرضوا أطواق حصار، عزلوا المدينة عن أختها، وأجبروا الفلسطيني على العيش في "غيتوهات" صغيرة لا يمتلك معها التحرك، ظلت عقلية حياة الإسرائيليين في المعسكرت النازية معششة في عقولهم، عسكروا المستوطنات، وعسكروا المستوطنين، وظنوا أنه فعلوا كل ما يجب فعله لحماية مواطنهم، وذلك عين الغباء.

كل الحلول الأمنية التي تقوم بها إسرائيل المحتلة ستزيد من حالة اللأمن، ومن الذعر والذعر المقابل، ومن القتل والانتقام، ومن أطواق وكسر أطواق، وإلا ما الذي دفع شباناً من بني نعيم في الجنوب، للوصول إلى رعنانا في شمال تل أبيب، إلا الرغبة في الانتقام، وكسر الحصار، واختراق الجدار، سوى الفعل البغيض الذي شهدته قرى وبلدات وفلسطين التي لم تسلم منه بني نعيم، وربما تكون مثل هذه العمليات، رسالة للمحتل قد لا تصل، أنه لا يمكن الفصل بين ما يحدث في غزة عن ما يحدث في الضفة الغربية، ولا يمكن فصل غزة عن الضفة الغربية، وباختصار، لم تعد هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية الغبية المتطرفة، إلا وبالاً على الفلسطينيين والإسرائيليين معاً، ولكن زوالها لن يرفع الظلم عن شعب فلسطين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :