facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التطبيع الإقليمي قبل الدولة


عامر طهبوب
16-01-2024 09:41 PM

التصريحات الأميركية بشأن إقامة دولة فلسطينية لا تأتي إلا في ظل الحروب، وفي اليوم التالي للحرب، تنطفي وتخفت ثم تختفي، هكذا حدث عندما وقعت حرب الخليج الأولى والثانية، وهذا ما حدث عبر عقود ماضية، لكن كل هذه التصريحات كاذبة ومنافقة، ولا نية صادقة خلفها، ولا برنامج يمكن أن يرافقها، والحديث عن قيام دولة فلسطينية ضبابي ومطاطي في كل حال، وواشنطن لا تتغير، ولا تستطيع أن تخفي انحيازها لمصالحها في ترتيب الأولويات.

"جاك سوليفان" يتحدث في منتدى دافوس، ويقول أن "رؤية واشنطن للحرب في اليوم التالي على غزة تشمل التطبيع الإقليمي، والأمن لإسرائيل، ودولة فلسطينية"، الأولوية بعد تدمير غزة وقتل ثلاثين ألفاً من أهلها، التطبيع الإقليمي، وكأن التطبيع كان سبب الحرب، وكأن التطبيع يمنع قيام حرب ثانية، ثم أمن إسرائيل، فواشنطن لا ترى أنها معنية بأمن الفلسطيني، ثم تأتي الدولة الفلسطينية، وواشنطن لا تتحدث عن حدود الدولة، شكل الدولة، سيادتها، عاصمتها، وواشنطن ليست معنية في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبالطبع لن تؤيد أن تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة.

الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في تفصيل دولة فلسطينية على مقاس إسرائيل، دويلة تكون عالة وتابعة لإسرائيل، لا حدود لها، لا جغرافيا موحدة، لا اقتصاد مستقل، دولة منزوعة السلاح، لا سيادة لها، لا عودة للاجئين، وفي النهاية لن تقوم دولة مستقلة ذات سيادة على كامل أراضي الضفة الغربية، بالإضافة إلى قطاع غزة، لن توافق إسرائيل على دولة تجمع الضفة بغزة وأريحا، ولذلك فإن على الشعب الفلسطيني أن لا يعتمد على تصريحات ووعود واشنطن، فالدولة التي تقصدها واشنطن، ليست الدولة التي يتطلع الفلسطيني إلى إقامتها، ونحن أمام انتخابات أميركية ستبقي "بايدن" الصهيوني على سدة الحكم، أو ستجلب "ترمب" الأكثر انحيازاً للصهيونية في تاريخ البيت الأبيض.

وباختصار، ما الذي يجبر الفلسطيني على قبول دولة على "نُتَف" من أرضه؟ وما الذي يجبره على المطالبة بدولة على أرأضي الرابع من حزيران؟ لماذا يكتفي بنصف القدس؟ ومن يمنعه من النضال من أجل العودة لأراضيه في عكا، وحيفا، ويافا، والناصرة، وصفد، وبيسان، وطبريا، والرملة، واللد، وبئر السبع، واسدود، وعسقلان حيث الرباط؟ لماذا لا يرفع سقفه، ويرفع سيفه. ليس أمام الفلسطيني سوى مواصلة النضال، وتصعيد المقاومة، وتغيير أدواتها، وتعميق جذوتها، وإدامتها، ومواجهة المحتل الاستعماري بكل قوة وصلابة واستمرار، وأن يؤمن باللامستحيل، وأن الاحتلال يجب أن يزول من أساسه، ويُجتث من جذوره، وعلى الفلسطيني أن لا يتخلى عن الأحلام، وعليه أن يعمل بجد وضراوة من أجل تحقيق الحلم، الفلسطيني وحده هو من يستطيع استعادة أرضه، وحقوقه، وحريته، وكرامته، وضمان مستقبل الأجيال القادمة في نيل العدالة والاستقلال، وغير ذلك هراء في هراء.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :