facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثمن التأجيل واثمان التباطؤ .. د. عاكف الزعبي


14-03-2011 01:35 PM

منذ هبوب رياح القوانين المؤقته وتصاعد موجة الاستيلاء على أراضي الخزينه مطلع العقد الماضي ، رفع كثيرون الصوت عالياً محذرين ومنبهين من توجهات مريبه لقوى متنفذه جديده صعدت من خارج رحم الدوله . لكن احداً في الحكم لم يكن مستعداً أن يرى او يسمع . ووصل الامر ان اصبح الشعب كله في كفه ومجموعة المتنفذين الجدد في الكفه المقابله . وما كاد العقد ينتصف حتى كانوا يسيطرون على الحكومات بشكل كامل .

مضى هؤولاء في سعيهم لانشاء مؤسسات موازيه للوزارات تكون بعيده عن رقابة مجلس النواب ، وتقاسمو الولاية العامه للحكومه بين فريقهم داخل مجلس الوزراء ، والمؤسسات الموازيه التي استحدثوها ، ومراكز نفوذهم خارج الحكومه التي كانت بدورها تصدر الاوامر للحكومه بدعوى انها من جهات عليا . ما ادى الى تقسيم مركز القرار في الدوله الى ثلاثة مراكز واصبحت البلد بثلاث حكومات بدلاً من حكومه واحده .

ما ان اكتمل العقد السابق واذا البلد بحالة ارتباك غير مسبوفه لم يعهدها من قبل ، خلفت اوضاعاً بالغة الضعف سياسياً واقتصادياً . سياسياً تم تغييب المشاركه الشعبيه عن طريق الامعان في تزوير الانتخابات النيابيه وسد قنوات الحوار ، صاحب ذلك سحب جزء كبير من الولايه العامه للحكومه وصلاحياتها في ادارة شؤون البلاد ، واصبحت الحكومات شبه خالية من الوزراء الاكفياء وممن لهم حضورهم السياسي والشعبي ، ومدت الحكومات يدها لاحتواء مجلس النواب بتزوير انتخاباته وتقديم الاعطيات لاعضائه ، كما قلصت استقلال القضاء ما هيأ لها ما ارادت من الافلات من الرقابه .

اما اقتصادياً فقد بيعت اصول الدوله واستثماراتها على عجل وفي ظروف غير صحيه ، وارتفعت نسبة الفقر بحسب البيانات الرسميه الى 15% ، وكذلك نسبة البطاله ، وزادت المديونيه عن 11 مليار دينار ، وشهد سوق عمان المالي العديد من الصفقات لصالح المتلاعبين بالاسهم جمعوا بموجبها الملايين على حساب صغار المتعاملين بالاسهم في السوق ، وقدمت اراضي الخزينه في العقبه والبحر الميت والعبدلي والمناطق التنمويه هبات لاستثمارات بائسه .

بدلاً من الانصات المخلص للنصح والتحذير والتفكر في ارهاصات غضب الشارع امعنت الحكومات في سياساتها الضاله ، واستعانت باقلام واصوات تابعه لها لنعت الناصحين والمحذرين باعداء الاستثمار وخصوم التحديث ، وذهبت بعيداً في الكيد لدعاة الاصلاح والتغيير ، وتجاهلت اصلاحات سياسيه واقتصاديه كانت البلاد بأمس الحاجة لها ، ولم تتورع عن نهجها حتى بعد ان احتقن الشارع واعتصم واحتج ممهدة الطريق امام اتساع العنف المجتمعي وتنامي الهويات الفرعيه وتهديد السلم الاهلي .

وفي وقت كان فيه المعلمون يتظاهرون لاقامة نقابتهم ، وعمال الحكومه يعتصمون للحفاظ على لقمة عيشهم ، والضباط المتقاعدون يصدرون البيانات احتجاجاً على الاوضاع السياسيه والاقتصاديه ، والقضاه يوقعون العرائض للتنديد بالنيل من استقلال القضاء ، والصحافه الالكترونيه تشكو من الاعتداء على حرياتها ، ومجموعة من الشخصيات العامه يوجهون النداءات من اجل التغيير ، واحزاب المعارضه والنقابات تنادي بالاصلاح باعلى الصوت ، واذا بالحكومه التي بدت وكأنها في واد آخر تماماً تصدم البلاد بالدوائر الانتخابيه الوهميه ، وتتعدى ذلك الى تزوير الانتخابات لتصب الزيت على نار الشارع الملتهبه ، ما ادى الى سلسلة لا تنتهي من الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجيه ورفع سقوف المطالب الاصلاحيه.

نواجه اليوم استحقاقات ضعف الحكومات وتعدد مراكز القرار وعدم الانصات لصوت الشارع ، وتجاهل القيام بواجب معالجة الازمات السياسيه والاقتصاديه ، وغياب الحكمه والموفقيه في التعامل مع احتياجات الناس وتحدي مشاعرهم وعدم الاستماع لمطالبهم بوقف تزوير الانتخابات وتحرير مجلس النواب وتعزيز استقلال القضاء . وندفع ثمن ذلك ارتباكاً في وضع الدوله ، وتكثيفاً لمظاهر الاحتجاج والاعتصام ، وارتفاعاً في سقوف الاصلاح الذي ينادي به الشارع . فبعد ان كان السقف قبل سنتين لا يتعدى اصلاح الحكومات واذا به يرتفع خلال اشهر الى المطالبه باصلاحات دستوريه ، ثم يرتفع خلال اسابيع الى التلويح بالمطالبه بملكية دستوريه.

ندفع اليوم ثمن تأجيل الحكومات السابقه للاصلاح ارتفاعاً في سقف مطالب الشارع الى مستوى الاصلاح الدستوري ، واذا لم تباشر الحكومه الحاليه البدء بالاصلاح بمنتهى السرعه ودونما اي تأخير ، فقد ندفع للتباطؤ اثماناً سقفها الملكية الدستوريه التي تتجاوز اصلاحات دستوريه محدوده الى تعديلات دستوريه معمقة بالغة الاثر.

*الكاتب وزير اسبق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :