تعتبر النظرة الإيجابية المتفائلة إلى كثير من المسائل و القضايا من أهم مزايا الشخصية الواقعية التي تدرك جيدا أن الأمور لا تجري دائما حسب ما تشتهيه النفس و تتمنى لاعتبارات متعددة على تماس مباشر مع الظروف الموضوعية التي نحيا بها و هذه هي طبيعة الدنيا التي نعيشها يوميا بأدق تفاصيلها، وهذا الكلام يسري مفعوله بشكل ما أو بآخر على وقف إطلاق النار في غزة العزة والصمود .
لقد تعرض قطاعنا الحبيب إلى عدوان اسرائيلي غاشم غير مسبوق في التاريخ لجهة حجم القوة النارية الهائلة المستخدمة فيه على مدار 471 يوما وخاض اهلنا هناك ملحمة بطولية في الذود عن حياض هذه الأمة مسطرين أروع الأمثلة في التضحية والفداء على نحو غير مسبوق وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء ناهيك عن أكثر من 100 الف جريح في معركة غير متكافئة اطلاقا بين الحق المشروع لشعبنا العربي الفلسطيني الحر الأبي والدويلة العبرية المسخ المدعومة من قوى الشر والبغي والعدوان في جميع أنحاء هذه المعمورة .
اختلال موازين القوى بين الطرفين الفلسطيني المقاوم والاحتلال المجرم لصالح هذا الأخير ألقى بظلاله القاتمة السوداء على معادلة التفاوض بين الطرفين لكن التضحيات الهائلة الجسيمة التي قدمها أبناء شعبنا الحر الأبي على مدار خمسة عشر شهرا لم تذهب سدى فقد توقف العدوان الإجرامي على جماهيرنا الصابرة المحتسبة وأثمرت المحادثات الماراثونية عن إطلاق سراح اعداد لا بأس بها من أسرانا البواسل وقد تفتح الآفاق مستقبلا لانتفاضة جديدة عارمة في ضفتنا الغربية المحتلة إذا ما اكتملت الصفقة فصولا على نحو يأذن ببزوغ فجر التحرير على كامل ربوع فلسطين بعد شلال الدماء النقية الطاهرة التي سالت على ارضنا العربية المغتصبة في غزة هاشم نبراس الثائرين التائقين للحرية في سائرة أنحاء الكرة الأرضية .