مع عودة سيد البيت الأبيض، دونالد ترامب، رجل الأعمال المخضرم والمتحفز دوما، بطل مسلسل The Apprentice، وصاحب المقولة الشهيرة: "مساحة إسرائيل صغيرة جدًا على الخارطة ... ولطالما افكر كيف يمكن توسيعها"، والذي منح الوسام الرئاسي "للحرية" للمتطرفة الصهيونية مريام أدلسون، الداعمة الكبرى Mega Doner لحملاته الانتخابية (في إطار شراء مواقف وقرارات اسرائيلية مدفوعة مسبقًا)، وتبوئه لسدة الحكم في البيت الأبيض، وشعوره بالحاجة الملحة لرد الدين والجميل بشكل عاجل لمن أعاده إلى منصبه المنشود.... بدأت الضغوط الأمريكية المتوقعة والمرتقبة لتنفيذ مخطط حكومة التطرف والاحتلال.. حكومة التوسع وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير القسري أو "الطوعي"، تحت وطأة التهديد بالتجويع والإبادة...
مخطط يبدأ بتهجير الفلسطينيين "الطوعي" من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، لينتهي بضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، مع اعتراف أمريكي رسمي بهذا الضم. وفي الوقت نفسه، تبدأ عملية التغول والتدمير في الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين "طوعا" منها إلى الأردن، بدءًا بمن يحملون الجنسية وجوازات السفر الأردنية...
إنه مخطط سادي قديم جديد يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، يدخل الآن حيز التنفيذ... تبدأ العملية... فتوقف المساعدات، وتوضع شروط عودتها في اليوم التالي...
يستنفر سيد البيت الأبيض قواته المسلحة على حدوده الجنوبية لمنع الهجرة غير الشرعية لبلاده... وبنفس الوقت يضغط لطرد وتهجير مواطنيين اصليين من ارضهم التي ولدوا وترعرعوا وعاشوا عليها طوال حياتهم، كما آباؤهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم من قبلهم... ويضغط على"أصدقائه وحلفائه" لاستيعابهم في تهديد مباشر وآني لأمنهم الوطني... منتهى الصلافة والتبني للمعايير المزدوجة... فإذا كان "الأصدقاء" و"الحلفاء" هكذا، فمن يحتاج حقا إلى أعداء....
"لحظة الحقيقة"...استشرفها أجدادنا عندما التفوا حول أميرهم، وقارعوا الاستعمار، وساندوا الثورة الفلسطينية وامدوها بالمال والرجال والسلاح في نضالهم العظيم مطلع القرن الماضي... فحققوا استقلال وطنهم ونالوا شرف الشهادة في سبيل قضيتهم المقدسة...
واستشرفها آباؤنا بقوميتهم وعروبتهم ووطنيتهم، وسعوا لترسيخ هذا الوعي في نفوس الأجيال الحالية والقادمة، من خلال أقوالهم وأفعالهم وإرثهم المكتوب حول قضية العرب الأولى، "القضية الفلسطينية". لقد عززوا هذا الوعي بعملهم ومواقفهم المخلصة، وبتوحدهم حول قائدهم، وخدمتهم لوطنهم وشعبهم عبر عقود من الزمن...
والآن حانت "لحظة الحقيقة"... لحظة تنفيذ ما حذر منه الأجداد والآباء...الإجابة الوحيدة على هذه "اللحظة" و ضغوطها ببساطة ولكن بحزم هو، وباسلوبهم المعتاد للإعتذار، "شكرا... ولكن لا شكرا"...
ما هو مطلوب منا جميعًا في هذه المرحلة الحاسمة والمصيرية هو تعزيز وحدتنا الوطنية والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة، التي أثبتت قدرتها على مر عقود على مواجهة التحديات والضغوط، مستندة إلى وعي شعبي عميق ودعم ثابت، وإلى قوات مسلحة باسلة وأجهزة أمنية يقظة. إضافة لتنفيذ برامج التحديث الاقتصادي والإداري بشكل عاجل وحازم، لنقلها من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التطبيق الواقعي ذات الاثر الملموس في حياة الناس... جميعها ستشكل الركيزة الأساس في إفشال هكذا مخططات سادية عدوانية...
نسأل الله أن يعين قائد الوطن على مواجهة الضغوط الهائلة التي ستُفرض خلال المرحلة المقبلة. ومسؤوليتنا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا خلفه وحوله، لدعمه وتمكينه من التعامل مع هكذا تحديات وضغوطات بكفاءة واقتدار.
حفظ الله الأردن عزيزًا، قويًا، ومنيعًا، ... وحماه أرضًا وشعبًا وقيادة...