facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن لم يكن يومًا خارج معادلة الصمود


د. محمود الشغنوبي
15-02-2025 10:33 AM

إلى من اعتدنا أن نجد عنده الجواب حين تختلط الأصوات.. إلى من لم يكن يومًا تابعاً، بل صانعاً للمواقف.. إلى من يعرف أن التاريخ لا يُكتب بالبيانات، بل بالمواقف الثابتة التي لا تهتز… إليك أكتب.

في هذه اللحظة التي يُعاد فيها رسم الخرائط بيد الغرباء، وحيث يحاول البعض فرض واقع لا يُشبهنا، نقولها بلا تردد: الأردن لم يكن يومًا خارج معادلة الصمود، ولم يكن موقفه يوماً موضع شك.

خطة ترامب، بكل ما حملته من غطرسة وإنكار للتاريخ، لم تكن إلا وهماً اصطدم بجدار الحقيقة. لم تسقط لأنها مجحفة، بل لأنها ولدت ميتة في ظل موقف عربي صلب، كان الأردن أول الواقفين في صفه.

رسالتك وصلت العالم أن فلسطين ليست قضية سياسية تُطرح على طاولات المساومة، بل هي جزء من كياننا، من هويتنا، من الدم الذي جرى في معارك الدفاع عنها.

كثر الحديث، وكثرت الإشاعات، وكثر التأويل، لكن الحقيقة واحدة لا تقبل التزوير. أما صمتك وأدبك في ذاك المؤتمر، فلم يكن صمت العاجز ولا المتردد، بل كان التزاماً بالبروتوكول الدبلوماسي الذي لا يسمح بالمزايدات أمام أصحاب البيت. والمواقف عادة لا تُقرأ من المؤتمرات الصحفية، بل من التاريخ، من الكلمات التي قيلت في الأوقات التي لم يكن فيها مجاملة ولا قيود. ولمن ظن أن الصمت للحظة هو تراجع فاته أن المواقف كُتبت منذ عقود، وثُبّت بدماء شهدائنا التي روت أرض فلسطين.

لكن الخطر لا يأتي من الخارج فقط، بل من أولئك الذين يقتاتون على التشكيك، الذين يحاولون زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، الذين يظنون أن الأردن قد ساوم، أو أن المواقف التي صمدت في وجه العواصف قد تتغير اليوم. هؤلاء نسو أن الأردن ليس دولةً عابرة، وليس رقماً في المعادلة، بل هو الرقم الصعب الذي لم يُخطئ بوصلته يومًا.

اليوم، لا مكان للصمت، ولا مجال للتردد. وحق للشعب معرفة الحق، وقد قيلت مراراً وتكراراً: هذا الوطن لم يكن يوماً إلا في صف الحق، ولم يكن يوماً إلا الدرع الحامي والرئة الثانية لفلسطين، ولم يكن يوماً إلا الجدار الذي تتحطم عليه كل المشاريع المشبوهة. الأردن لا يُجامل في الثوابت، ولا يبدّل مواقفه، ولا يحتاج إلى تبرير ما هو واضح كالشمس.

وحين ينظر الناس إلى الأمام، يبحثون عن من يعرفون أن قراره ليس مجرد كلام، بل فعل يُبنى عليه الغد، فهم واثقون أن اليد التي أمسكت بالدفة يوماً، لن تتركها اليوم. لا صوت يعلو فوق صوت الحق، ولا قرار يسبق القرار الذي حُسم منذ زمن: فلسطين باقية، والأردن حصنها المنيع، والكرامة ليست للمساومة.

وسلامتكم..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :