facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذكاء الاصطناعي في الزراعة: الحل الأمثل لتوفير المياه


د. علي الروضان
20-02-2025 09:00 AM

تعاني العديد من المناطق الزراعية من مشكلة ندرة المياه، مما يجعل من الضروري البحث عن حلول ذكية تضمن استدامة الإنتاج الزراعي مع الحد من الهدر. ومع التطورات التكنولوجية، أصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أكثر الأدوات فاعلية في تحسين إدارة المياه، حيث يساهم في تقليل الاستهلاك، زيادة الإنتاجية، والتكيف مع التغيرات المناخية دون الحاجة إلى استثمارات مالية ضخمة. وتشير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن تبني أنظمة تعتمد على الخوارزميات التحليلية أسهم في زيادة الكفاءة المائية لدى المزارعين في عدة مناطق حول العالم.

أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه هو أنظمة الري الذكية، التي تعتمد على مستشعرات تقيس رطوبة التربة ودرجة الحرارة. هذه البيانات تُرسل إلى منصات تحليل متقدمة يمكنها التنبؤ بأفضل أوقات الري وكمياته. وقد أظهرت دراسة صادرة عن المركز الدولي لإدارة المياه أن استخدام هذه المنصات أدى إلى تقليل استهلاك المياه بنسبة 40% في بعض المناطق، بينما ارتفعت إنتاجية المحاصيل بنسبة 15%. هذه النتائج تؤكد أن الإدارة الذكية للمياه لا تؤثر سلبًا على الإنتاج، بل تساعد في تحسينه من خلال توجيه الموارد إلى الأماكن والظروف الملائمة.

إلى جانب أنظمة الري، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في التنبؤ باحتياجات المحاصيل للمياه. وبحسب دراسة منشورة في المجلة الدولية للزراعة الذكية (2023)، فإن تحليل بيانات الطقس والتربة بواسطة نماذج التعلم الآلي يمكّن المزارعين من توقع موجات الجفاف وتخطيط استراتيجيات الري قبل حدوث الأزمات. وقد أثبت نظام طُبِّق في إحدى المبادرات الزراعية أنه ساهم في تقليل خسائر المحاصيل بنسبة 30%، الأمر الذي يعكس دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الموارد وتقليل الهدر.

أما فيما يتعلق بمراقبة صحة المحاصيل، فقد أصبحت الدرونز المزودة بالذكاء الاصطناعي من الحلول الرائدة في هذا المجال، إذ تتيح للمزارعين رصد الحقول بدقة وتحليلها باستخدام التصوير الطيفي للتعرف على المناطق التي تعاني من نقص المياه. وتشير دراسة أجريت في مجلة التقنيات الزراعية الرقمية (2024) إلى أن استخدام الدرونز أسهم في خفض استهلاك المياه بنسبة 25%، من خلال توجيه الري إلى المناطق العطشى فقط. كما يساعد هذا النوع من المسح الجوي في رصد الآفات والأمراض الزراعية مبكرًا، مما يقلل الحاجة إلى استخدام المبيدات والمواد الكيميائية ذات التأثير السلبي على التربة والمياه الجوفية.

نجاح هذه الحلول يتطلب توفر التقنيات المناسبة ووضع التشريعات والضوابط التي تضمن تبنيها على نطاق واسع. ويمكن تحقيق ذلك من خلال سن قوانين تلزم باستخدام أنظمة الري الذكية في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، إلى جانب إنشاء قواعد بيانات رقمية تتيح للمزارعين الوصول إلى معلومات دقيقة حول حالة التربة والطقس. كما أكدت تقارير محلية على أهمية نشر الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي في الزراعة، خاصة أن بعض المزارعين ما زالوا يعتمدون الأساليب التقليدية رغم توفر تقنيات أكثر كفاءة وفاعلية.

وفي النهاية، تؤكد التجارب المتتالية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه الزراعية لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أصبح ضرورة فرضتها التغيرات المناخية وتناقص الموارد المائية. ومع تبني هذه التقنيات، تنخفض معدلات استهلاك المياه، وترتفع جودة الإنتاج الزراعي، ويتراجع الأثر البيئي للزراعة. ومع التطور المستمر لهذه الحلول، يتعزز الأمل في تحقيق الأمن الغذائي وضمان استدامة الموارد المائية دون الحاجة إلى استثمارات باهظة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :