facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا شيء يعجبني


د. أشرف الراعي
06-05-2025 10:10 AM

تنتشر عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعض الحسابات التي ينطبق عليها القول: "لا شيء يعجبني"، فتارة تراه معارضاً للحكومة وتارة معارضاً للدولة، وتارة أخرى منتقداً لسياسات معينة، وربما يكون هو من أسهم في تكريسها خلال عمله في القطاع الحكومي. فركوب الموجة أصبح مألوفاً. والانتقاد من أجل الانتقاد أصبح شائعاً. رغم عجزه عن بناء وطن. فالوطن يبنى بالعمل لا بالانتقاد من أجل الانتقاد فقط.

حرية التعبير مكفولة. والدستور الأردني نظمها بشكل واضح، لا بل نص عليها ونص على حرية الصحافة ونظمتها القوانين – التي نختلف مع صياغتها في بعض النصوص – لكن المشكلة تثور في "استعمال هذه الحرية لمآرب شخصية"، فلا المآرب تتحقق ولا الحرية تؤتي أكلها.

وهنا تتجلى المفارقة، فبينما يُفترض أن تكون حرية التعبير أداة للنقد البنّاء والتقويم، نجد أن البعض يتخذون منها وسيلة للشتم والتشكيك والتسفيه، دون تقديم حلول أو بدائل واقعية. بل إن البعض يهاجم كل شيء دون تمييز، وكأنهم في صراع دائم مع الجميع، غير مدركين أن النقد بلا هدف ولا مشروع وطني يصبح عبثاً يزرع الإحباط ويقوّض الثقة.

لقد أصبح من المألوف أن نجد من ينتقد المؤسسات ثم يطلب منها دعماً أو تعييناً، ومن يهاجم السياسات العامة ثم يفاوض ليكون جزءاً منها. هذه الازدواجية تُفقد المواقف مصداقيتها، وتكشف أن الهدف ليس الإصلاح وإنما الاستعراض.

الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالعمل الجاد.. بالاقتراح المسؤول.. بالمساهمة في الحل، وليس فقط باختزال كل شيء في منشور ساخر أو تعليق غاضب. فالوطن يحتاج إلى عقلاء يُديرون الحوار، لا إلى صخب دائم يُربك المشهد ويشوّش على الحقائق.

في النهاية، "لا شيء يعجبني" قد تكون جملة تعبّر عن حالة نفسية أو لحظة يأس، لكنها لا تصلح لتكون مشروعاً فكرياً أو منهجاً في التعامل مع الشأن العام.

نحتاج إلى من يقول: "هناك ما لا يعجبني، وسأسعى لتغييره بالتي هي أحسن، وبفكر وطني لا يتبدّل مع اتجاه الريح"...

وكما يقول بلال العجارمة الشاب الأردني اللطيف المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي: "المِطلع الله".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :