سنحت الفرصة لي للاطلاع على مجريات الجلسة التي قدمها الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية والمعنونة "قصص نجاح مؤسسية" وذلك ضمن المؤتمر الوطني للتعليم العالي "من الرؤية للتطبيق خارطة طريق للتحديث والتحول والمرونة المؤسسية في قطاع التعليم العالي" ، وكان المفيد والجميل هنا إشارة الدكتور الحياري ان أهم انجازات الجامعة الهاشمية هو تعميق دورها الوطني والمجتمعي، ولا يخفى هنا جهود الجامعة خلال الفترة الماضية في التواصل مع المجتمع المحلي وتحسس حاجات اطيافه والمشاركة الإيجابية في مناسباته ، وهنا أدارة الجامعة واقسامها المختلفة تدرك تماماً أن معيار نجاح الجامعة لم يعد محصوراً بالمعيار الكمي او النوعي للمخرجات الأكاديمية فقط بقدر أثر جهودها في المجتمع المحلي الحاضن لها من خلال التنمية الشاملة وهو بالمناسبة المعيار العصري الحديث المعمول به لتصنيف الجامعات العالمية المتميزة .

اتفقت كتب الإرادة الملكية السامية بشأن إنشاء الجامعات الرسمية على اهمية تفعيل دور الجامعة المستحدثة في تنمية مجتمعها المحلي وتحسس حاجاته ، فكانت الجامعة الاردنية توصف بالجامعة الام في الاردن بضفتيه وقت تأسيسيها في ستينات القرن الماضي ، وكذلك جامعة اليرموك كعنوان لازدهار حاضرة الشمال حين انشئت للنهوض الشامل في شمال الوطن الذي كان محافظة واحدة فقط مركزه اربد تمتد من الأغوار غرباً الى الرويشد شرقاً ، ومع أنتشار تأسيس الجامعات على امتداد الوطن بعد ذلك كان التأكيد الملكي دائماً في هذا المنوال ، والجامعة الهاشمية تتميز هنا عن شقيقاتها بالمجتمع المحلي الحاضن لها المتمثل بمحافظة الزرقاء والتي تمثل أردن مصغر بتنوعها المجتمعي فضلاً عن التنوع الجغرافي والسياحي والتراثي والثقافي لهذه المحافظة التي تمتد من غرب الوطن حيث البيئة والمناخ المتوسطي المعتدل الى حدوده الشرقية في قلب البادية الاردنية .

الزرقاء التي تحتفل بلديتها بمأويتها قريباً وتحوي تراثاً وثقافة تكاد تختص به من دون مدن الوطن الاخرى كذلك احتواء محافظتها على اماكن سياحية لا يعلمها الكثير من ابناء الوطن والزرقاء نفسها وذلك في وقت تعاني منه السياحة المحلية من مصاعب كبيرة بالنظر للأحداث الإقليمية حيث يأمل ان تكون هنالك نهضة مع بدء الموسم السياحي الصيفي ، وليس بعيداً عن ذلك كله الدور الاقتصادي والتجاري المنتظر ان تمثله الزرقاء مدينة الصناعة والعمال بموقعها الجغرافي كعقدة مواصلات قريبة من الدول المجاورة خاصة مع مشروع اعادة اعمار سورية بتكلفته التي تتراوح بين 2000-300 مليار دولار اميركي والمأمول ان يكون للأردن دوراً كبيراً فيه كما تشير الادبيات الرسمية السياسية منها والاقتصادية .

الثابت ان الجامعة الهاشمية بمسيرتها التي تزيد عن ثلاثين عاما كان لها نشاطاً ملحوظاً في مجتمعها المحلي في محافظة الزرقاء وخاصة مع رؤية إدارتها الجديدة منذ شهر نيسان في العام الماضي ، ولكن الثابت ايضاً ان الزرقاء لديها الكثير مما تهديه للوطن والعالم وهي هنا تنتظر وتأمل المزيد من عطاء وجهد جامعتها الهاشمية في قادم الايام وذلك من خلال التواصل المباشر والشراكة مع مختلف الجهات الرسمية والاهلية والمجتمعية المعنية وهي أهل لذلك بلا شك .