عمون- ركز باحثون في دراسة شملت 4800 شخص على تحليل "التيلوميرات"، وهي نهايات الحمض النووي في أطراف الكروموسومات التي تحمي المادة الوراثية من التدهور المرتبط بالتقدم في العمر. وتُظهر الدراسات السابقة أن طول التيلوميرات يرتبط بعمر أطول، حيث تتقلص مع التقدم في السن.

وأظهرت نتائج تحليل عينات الدم أن الأشخاص الذين يمارسون تمارين قوية بانتظام، مثل رفع الأثقال، يمتلكون تيلوميرات أطول، مما يشير إلى تأثير إيجابي على الصحة العامة والعمر البيولوجي.

وقال لاري تاكر، أستاذ علوم التمارين الرياضية في جامعة بريغهام يونغ بالولايات المتحدة، إن الدراسة وجدت ارتباطًا قويًا بين ممارسة تدريبات القوة وطول التيلوميرات، لكنه شدد على أن هذا لا يثبت أن رفع الأثقال هو السبب المباشر لهذا الطول.

وفي تصريحات لصحيفة "التلغراف"، أوضح تاكر: "الارتباط لا يعني السببية، ولا يمكننا القول إن رفع الأثقال يسبب تقليص العمر البيولوجي، بل قد يكون له تأثير مساعد".

وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين مارسوا رفع الأثقال بانتظام كانت تيلوميراتهم أطول بحوالي 225 قطعة من الحمض النووي مقارنة بمن لم يمارسوا هذه التمارين. كما تبين أن كل 10 دقائق إضافية أسبوعيًا من تدريب القوة ارتبطت بزيادة طول التيلوميرات بمقدار 6.7 زوجًا قاعديًا.

وأشارت الدراسة إلى أن ممارسة 90 دقيقة من تدريبات القوة أسبوعيًا قد تزيد طول التيلوميرات بحوالي 60.3 زوجًا قاعديًا، ما يعادل تقليص العمر البيولوجي بنحو 3.9 سنوات. وفي المقابل، فإن 180 دقيقة أسبوعيًا (ساعة ثلاث مرات في الأسبوع) قد تخفض العمر البيولوجي بحوالي 7.8 سنوات.

وأكد فريق البحث أن رفع الأثقال لا يعزز فقط صحة العضلات والعظام، بل يحسن التمثيل الغذائي ويقلل فقدان العضلات ويعزز صحة القلب والأوعية الدموية.

واختتم تاكر: "يبدو أن تدريب المقاومة يبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية ويقلل من شيخوخة الخلايا، ويظهر ذلك بوضوح في طول التيلوميرات".

نشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة "علم الأحياء".
ديلي ميل