facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترويقة لبنانية؟


مصطفى توفيق ابورمان
26-06-2025 02:27 PM

حاولت جاهدًا أن أمسك قلمي عن الكتابة حول الزيارة الوزارية الأخيرة إلى مدينة السلط، لا تهيّبًا ولا ضعفًا، بل لأنني منذ بدأت مشواري في الكتابة، قطعت عهدًا على نفسي ألّا أهاجم أحدًا، وأن أمارس النقد بروح حضارية، تعي حساسية اللحظة وتزن الكلمة بميزان المسؤولية.
لكن ما جرى بالأمس في السلط لم يكن زيارة عمل، بل أقرب ما يكون إلى جلسة علاقات عامة، تخلّى فيها الحضور الرسمي عن جوهر المهمة، وانشغلوا بالتقاط الصور وتبادل المجاملات، وكأنما الرسالة المراد إيصالها هي: “شوفوني… تصورت مع الرئيس”.

ما شاهدناه كان مشهدًا مخيّبًا للآمال. السلط ليست محطة للعبور ولا مجرد خلفية لصورة، السلط مدينة الرجالات، وصاحبة المواقف الصلبة التي ما زلنا نرويها لأبنائنا ونتباهى بها أمام التاريخ. لكن الأمس، للأسف، لم يكن من أيامها.

تحوّلت الزيارة إلى مهرجان مدائح، واستعراض إعجابات، وسيلٍ من الصور التي بدا هدفها واضحًا: التباهي، لا الإنجاز. بينما انتظر الناس من الوزراء أن يصغوا إليهم، لا أن يصغوا لبعضهم البعض. غابت القضايا، وتلاشت الهموم، وحضر “الفوتوشوب السياسي” بامتياز.

وما زاد الطين بلّة، أن بعض وسائل الإعلام – التي يُفترض أن تكون صوت الناس – تحوّلت إلى أداة تجميل، بل وتزوير. بل قرأنا على صفحات البعض كلمات منمقة ومطالبات مدّعاة، نُسبت إلى أصحابها وكأنهم خاطبوا الوزراء بها، رغم أن اللقاء كان حيًا ومباشرًا، والجميع رأى من تكلم ومن التزم الصمت، ومن اكتفى بالتربيت على الأكتاف.

وفي لحظة ضيق، عدت أستذكر ما كان يقوله والدي – أطال الله في عمره – كلما سمع كذبةً لا تحتمل:
“الكاذبون اثنان… شايب ماتت أجياله، ومغترب ما حدا يعرف تاريخه”.

مؤلمٌ أن تُفرغ الزيارات من معناها، أن تأتي الوفود ولا يحملون في جعبتهم شيئًا سوى العدسات والابتسامات.
مؤلمٌ أكثر، أن نُطلب للزينة لا للمشاركة، وللمشهد لا للموقف.

وإذا كانت الزيارات على هذا النحو، فما الحاجة لتكرارها؟ السلط، بتاريخها ومكانتها، أكبر من صورة، وأكبر من كل من يأتيها خفيفًا ويرحل دون أثر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :