دراسة: علاقة وثيقة بين نقص الفيتامينات وتسوس الأسنان
08-07-2025 11:00 AM
عمون - يُعد تسوس الأسنان من المشاكل الصحية المنتشرة التي تؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء، وغالبًا ما يرتبط علاجه بتكاليف باهظة. ولكن ماذا لو كان الحل بسيطًا ومتاحًا عبر عنصر غذائي أساسي؟ دراسة حديثة تسلط الضوء على علاقة وثيقة بين نقص الفيتامينات وتسوس الأسنان، مشيرةً إلى أن فيتامينًا معينًا يمتلك القدرة على خفض معدلات التسوس بشكل ملحوظ.
فيتامين د: درع واقٍ ضد تسوس الأسنان
كشفت مراجعة للتجارب السريرية، نُشرت في مجلة "Nutrition Reviews" واستعرضها موقع "تايمز أوف إنديا"، أن هناك صلة قوية بين فيتامين د وانخفاض معدل تسوس الأسنان.
ولفهم هذه العلاقة، قام الباحثون بتحليل 24 تجربة سريرية مُحكمة امتدت لعقود وشملت ما يقرب من 3000 طفل في عدة دول. أظهرت النتائج أن فيتامين د يرتبط بانخفاض معدل الإصابة بتسوس الأسنان بنسبة 50% تقريبًا. وعلق مؤلف الدراسة على ذلك قائلًا: "كان هدفي الرئيسي هو تلخيص قاعدة بيانات التجارب السريرية حتى نتمكن من إلقاء نظرة جديدة على دور فيتامين د في منع تسوس الأسنان".
ما هو فيتامين د؟ ولماذا هو مهم؟
يُعرف فيتامين د بلقب "فيتامين أشعة الشمس" لكونه عنصرًا غذائيًا أساسيًا يذوب في الدهون ويلعب دورًا محوريًا في وظائف الجسم الحيوية. يساهم هذا الفيتامين في:
الحفاظ على صحة العظام.
دعم وظيفة المناعة.
تنظيم المزاج.
ينتج الجسم فيتامين د بشكل طبيعي عند التعرض لأشعة الشمس؛ حيث تتفاعل الأشعة فوق البنفسجية من النوع ب (UVB) مع الكوليسترول في خلايا الجلد لتحفيز عملية تخليق الفيتامين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الحصول على فيتامين د من مصادر غذائية مثل:
الأسماك الدهنية (كالسلمون والماكريل).
صفار البيض.
الأطعمة المدعمة (مثل الحليب وعصير البرتقال).
دور فيتامين د في الوقاية من تسوس الأسنان: أدلة متجددة
على الرغم من أن أهمية فيتامين د لصحة العظام لا جدال فيها، إلا أن دوره في الوقاية من تسوس الأسنان كان محل خلاف كبير في السابق. فقد توصلت الجمعية الطبية الأمريكية والمجلس الوطني الأمريكي للبحوث في وقت سابق إلى أن فيتامين د مفيد في علاج تسوس الأسنان، رغم أن المجلس الوطني للبحوث لم يحسم هذا الدور بشكل قاطع.
لكن المراجعة الحالية تقدم أدلة جديدة قوية تدعم فوائد فيتامين د في مكافحة التسوس. وقد أظهرت التجارب التي استعرضها الفريق ارتفاعًا في مستويات فيتامين د لدى الأطفال، سواء من خلال التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو عبر النظام الغذائي (مثل زيت كبد سمك القد أو منتجات أخرى تحتوي على الفيتامين).
أُجريت هذه التجارب في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا العظمى، وكندا، والنمسا، ونيوزيلندا، والسويد، ضمن مؤسسات تعليمية، ومدارس، وعيادات طبية وطب أسنان، ومستشفيات. وتراوحت أعمار المشاركين بين سنتين و16 سنة، بمتوسط عمري مرجح قدره 10 سنوات.
وتؤكد نتائج جامعة واشنطن أهمية فيتامين د لصحة الأسنان، حيث صرح الدكتور مايكل هوليك، أستاذ الطب في المركز الطبي بجامعة بوسطن، قائلاً: "الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين د يعانون من ضعف وتأخر في بزوغ الأسنان، وهم أكثر عرضة لتسوس الأسنان".
ويوضح هوجويل أن الجدل لا يزال قائمًا حول ما إذا كان هذا أكثر من مجرد مصادفة، مضيفًا: "لا ضرر يُذكر من إدراك النساء الحوامل أو الأمهات الشابات لأهمية فيتامين د لصحة أطفالهن. فيتامين د يُحسّن من تمعدن الأسنان والعظام".