الجامعات الأردنية .. منارات الوطن التي لا تنطفئ
د. أشرف الراعي
10-07-2025 03:55 PM
مهما قيل، تبقى الجامعات الأردنية منارات شاهدة على مسيرة طويلة من البناء المعرفي والتنوير الفكري وصناعة الأمل؛ فهذه الجامعات لم تكن يوما مؤسسات أكاديمية فحسب، بل منصات لصقل العقول وتخريج الكفاءات وفتح الآفاق أمام أجيال من الشباب ممن حملوا علمهم إلى كل بقاع العالم وتركوا بصمة مشرفة باسم الأردن.
من الجامعة الأردنية أم الجامعات، إلى اليرموك، والعلوم والتكنولوجيا، ومؤتة، والهاشمية، والبلقاء والعلوم الإسلامية العالمية، وصولاً إلى الجامعات الخاصة التي باتت تنافس في ميادين البحث والتطوير.. كلها بلا استثناء أثبتت قدرتها على النهوض بالتعليم واستقطاب الطلبة الدوليين من مختلف الجنسيات وتعزيز حضور الأردن كوجهة أكاديمية متميزة في الإقليم.
الجامعات الأردنية لا تقتصر رسالتها على التعليم فحسب، بل تتعداه إلى الإسهام الفاعل في تنمية المجتمعات المحلية وإنتاج المعرفة ودعم القرار الوطني عبر مراكز الدراسات وتقديم المشورة وتنفيذ المشاريع التنموية.
ومع ذلك، فإن هذه المؤسسات العريقة ليست بمنأى عن الضغوط؛ فهي تواجه تحديات متراكمة تتعلّق بتمويل الأبحاث، واستقطاب الكفاءات وتحديث المناهج، وضمان جودة التعليم في ظل المنافسة الإقليمية والدولية، ولذلك فإن الحفاظ على هذه المنارات العلمية لا يمكن أن يكون مسؤولية وزارة التعليم العالي وحدها بل هو واجب وطني شامل.
علينا جميعا، كأفراد ومؤسسات ووسائل إعلام، أن نؤمن برسالة هذه الجامعات وأن نرفض أي خطاب يُضعف من هيبتها أو يُشوّه سمعتها خاصة حين يكون مبنياً على تقارير غير دقيقة أو نوايا غير نزيهة، كما ينبغي أن نمنحها الثقة، وأن نعيد الاعتبار لأعضاء هيئاتها التدريسية وطلبتها؛ فهم صُنّاع الغد، وعماد تطور الأردن واستقراره.
إن دعم الجامعات الأردنية ليس ترفا، بل استثمارٌ في الإنسان، والوطن، والمستقبل؛ فلنرفع أصواتنا دفاعاً عنها، ولنُسهم في ترسيخ مكانتها، لأن قوة الأردن تبدأ من قوة جامعاته.