facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذين يهربون إلى الوراء


جميل النمري
01-08-2011 05:13 AM

أظهرت الخلوة النيابية للحوار حول قانون الانتخاب المقترح من اللجنة الوطنية للحوار أن شوطا طويلا يجب أن يبدأ ومنذ الآن لإنضاج توافق نيابي حول القانون، وللدقة أكثر حول النظام الانتخابي بالتحديد، لأن بقية عناصر القانون، مثل الهيئة العليا المستقلّة للإشراف على الانتخابات والطعون أمام القضاء وغيرها من القضايا الإجرائية التي تضمن شفافية ونزاهة الانتخابات لا مشكلة حولها، وتجد قبولا واسعا.
النظام الانتخابي هو دائما، وفي جميع الدول، مسألة إشكالية، ليس بسبب تعدد المدارس والرؤى والأفكار، بل أيضا تعدد المصالح. وعلى سبيل المثال، فإن اتساع الدوائر الانتخابية أو ضيقها يمس مصالح فئات كثيرة سلبا أو إيجابا، فالألوية الصغيرة للغاية تعتقد أن فرصتها في التمثيل تغدو معدومة إذا جرى تذويبها في إطار دائرة أوسع مثل المحافظة، وعلى العكس فالبعض لا يقبل بأقلّ من الوطن دائرة واحدة، وقد هدد بالانشقاق عن اللجنة إذا لم تدرج الدائرة الوطنية إلى جانب دوائر المحافظات، بينما هدد طرف مقابل برفض النتائج إذا لم توزع مقاعد الدائرة الوطنية واحدا لكل محافظة؛ فتمت الاستجابة للطرفين مما خلق مشكلة فنّية بالنسبة للآلية الانتخابية للمقاعد الخمسة عشر.
التوافق على دوائر المحافظات ونظامها الانتخابي جاء حلا وسطا، وليس هناك نظام انتخابي يمكن الأخذ به بدون التضحية بهذا الاعتبار أو ذاك. وبين النظام الأغلبي والنسبي تم اختيار نظام التمثيل النسبي بالقوائم المفتوحة الذي يتيح للمرشحين النزول في قوائم تتمثل بنسبة حجومها لتحقيق هدف التنمية السياسية والحزبية، ويتيح للناخبين اختيار أشخاص المرشحين وفق ما تعودوا عليه دائما. ولم يتحقق هذا التوافق إلا بعد حوار عسير ليس في الاجتماعات العامّة فحسب، بل أيضا في عدد كبير من الحوارات الجانبية حيث يمكن التعمق أكثر وتقصي كل فكرة إلى النهاية وتكوين القناعات الجديدة. في الخلوة النيابية في عطلة الجمعة الماضية، اطلع الحضور على مختلف الخيارات المحتملة بين الأنظمة وأثر كل مقترح وأسباب اختيار التمثيل النسبي بالقوائم المفتوحة. لكن الحوار الذي شارك به ربع النواب تقريبا ليس إلا بداية المشوار، ويتوجب عقد عدد وافر من اللقاءات محدودة العدد للحوار المكثف. فهناك انطباعات مسبقة، وهناك تقديرات متوهمة أحيانا للمصالح يجب تقصيها والوقوف على طبيعتها وحلّ العقد وتقديم التنازلات وتحقيق التسويات.
النظام المقترح يحتاج أيضا إلى دراسة مدققة على مستوى مفاصل القرار. وتقديري أن كثيرين لم يفهموه جيدا، ولديهم موقف انطباعي مسبق لأنهم ببساطة لم يتعودوا على التفكير في الانتخابات إلا بطريقة معينة، والدليل أنهم وقد أصبح الصوت الواحد مرفوضا رجعوا يفكرون بالعودة إلى نظام 1989 الوحيد الذي يعرفونه، وهذا أسوأ أسلوب لمواجهة القضية؛ فبدل بذل جهد إضافي للتقدم نحو الحداثة، يهربون عقدين إلى الخلف.


(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :