facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين في عيون مهرجان جرش


د.سهام الخفش
03-08-2025 03:54 PM

رغم الغصّة التي تسكن الحناجر منذ اشتدّ الألم في غزة، ورغم الاعتراضات المعتادة التي تطفو كل عام على سطح الرأي العام حول توقيت مهرجان جرش، فإن الحقيقة لا يمكن حجبها:

الأدب حاضر، والشعر حي، والكلمة ما زالت تقاتل، ترمّم، وتضيء.

تابعتُ عن كثب فعاليات مهرجان جرش لهذا العام، وما أثار إعجابي بعمق ليس فقط حسن التنظيم والتنوّع، بل الحضور اللافت للمنتديات الثقافية، ولعل أبرزها اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، الذي كان له دور محوري في ترسيخ قيمة الكلمة كوسيلة للمقاومة والبقاء.

حينما وقف الشعراء على منصات جرش، لم يكن غياب غزة عنهم ممكنًا. كانت فلسطين في النصوص، في الإيقاع، في الحروف المشبعة بالوجع والصمود.
وكأننا نستحضر محمود درويش حين قال:

“على هذه الأرض ما يستحق الحياة.”
فالكلمة حين تخرج من قلبٍ مثقل بالقضية، تصبح طلقًا لا يُخرَس.

ومثلما كانت ريشة ناجي العلي لا تُرسَم إلا لتُشهِر سلاحها في وجه الظلم، كذلك كان الشعراء في مهرجان جرش؛ لا يحتفلون بقدر ما يصمدون بطريقتهم.
فهم يدركون أن الغناء الموزون، والشعر المقفّى، قد يكونان تعبيرًا عن الحزن، بقدر ما هما تمسّك بالحياة في وجه الموت المجاني.

إن مقاومة الاحتلال لا تكون فقط بالبندقية، بل بالكلمة التي تُحرّض، وتُذكّر، وتُلهب الذاكرة.
وزياد الرحباني لطالما كان صوته الموسيقي والسياسي مثقلًا بالسخرية اللاذعة والرفض القاطع للاستسلام.
وهكذا كان المشهد في جرش:
الفنانون والشعراء اعتلوا المنصات لا ليُطربوا فقط، بل ليقولوا: “نحن هنا… نعيش رغم كل شيء”.

ومن هنا، لا بد من توجيه الشكر والتقدير:
• أولًا، إلى معالي وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، رئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش، على رعايته الصادقة والداعمة للثقافة والمثقفين، وإيمانه العميق بأن الكلمة لا بد أن تبقى حاضرة رغم العواصف.

• وشكرًا للأستاذ عليان العدوان، رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، على دوره الريادي في تعزيز الحضور الثقافي والفكري الأردني.

• والشكر موصول إلى المبدع أيمن سماوي، الذي أثبت أن إدارة مهرجان جرش ليست مجرد ترتيب لفعاليات، بل بناء وطني يعزز الهوية والانتماء والوعي الثقافي.

في النهاية، كل من يعبّر عن فلسطين بالكلمة، بالصوت، بالصورة أو بالإيقاع، هو مقاتل من نوع آخر.

والذين وقفوا هذا العام في مهرجان جرش ليقدّموا الفن والأدب، كانوا – بكل تأكيد – على الجبهة الثقافية للمقاومة.

سيبقى الأردن في القلب، وفلسطين في الأعماق.

ولن تموت الكلمة ما دامت تنبض بالقضية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :