facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نضال الدباس يرثى والده .. أربعون يومًا على فراقك


04-08-2025 10:00 AM

عمون - كتب نضال الدباس في اليوم الاربعين لوفاة والده المرحوم الحاج عادل الدباس:

شاءت الأقدار يا والدي أن ترحل بعد حياة طويلة من الكد والعمل والسعي في بناء أسرة متحابة في الله، وبعد أن أديت أمانتك وكرست حياتك، فجاء رحيلك عن هذه الدنيا الفانية سريعًا وكما كنت تقول: عيشة هنية وميتة رضية مرضية. رحلت جسدًا وتركت في قلوبنا لوعة، وفي العين دمعة لن تمحوها الأيام ولا الزمان. صحيح أن من أصعب الأمور على المرء فقدان الأعزاء الأوفياء الذين يخطفهم من بيننا الموت في صمته المعهود وجبروته الذي لا يستطيع أحد أن يرده أو يصده أو يوقفه، "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" صدق الله العظيم. أبي الحبيب، بعد أربعين يومًا على فراقك ما زالت روحك الطاهرة النقية تعيش في الوجدان المكسور، والقلب المكلوم، وما زلت حيًا في قلوبنا، نعيش مرارة الفراق وحرقة الشوق، فكنت بالأخلاق عاليًا عزيزًا، وكنت بالعز شامخًا طيبًا وبالصيت الطيب معروفًا، وكنت للمسيء مسامحًا، فقدناك والكل لخصالك وأفعالك متكلمًا، يا من تركتنا ولم تكن للأهل والأصحاب والمحبين مجافيًا، فكنت الحنون الودود لا تترك مناسبة عند قريب أو صديق أو جار إلا وتشارك بها وتُعين القريب والبعيد. أبي الغالي، سنفقد أحاديثك التاريخية الطيبة عن حياتك من أيام حي الجدعة في السلط وكيف كنت تذهب إلى مدرسة التل سيرًا على الأقدام طالبًا للعلم، وكيف كنت تنتظر جدي (والدك) عندما يأتي من إجازته العسكرية من قوات حرس الحدود، وكيف غاب عنكم لمدة شهرين متواصلين عندما كان يتعالج في مستشفى فيكتوريا في الإسكندرية بعد إصابته الكبيرة في حرب عام 1948 عندما حارب على أسوار القدس دفاعًا عن ثرى فلسطين الحبيبة، وبعدها عاد سالمًا متعافيًا إلا أنه ظل يعاني من أزمات صحية إلى أن توفاه الله في العام 1982. وكيف لا ننسى حديثك الطيب عن رحلات الصيف في منطقة سوادا وأبو القيقب وفترات الصيف الطويلة في عطل المدارس في العمل الزراعي والفلاحة، والتمسك بالدراسة وحب العلم والعطاء، ومساعدة طالبي الحاجات حتى بعد انتقالك إلى السلك الحكومي وبعدها إلى الشركات الخاصة، فلم تبخل على كل من قصدك وكنت تسير معهم لقضاء حاجتهم أو تلبية طلبهم. كيف ننسى حديثك الوطني الصادق بأن حب الوطن مقدس وأداء الواجب الوطني مقدس وعلينا ألا نبخل عن وطننا بكل ما نملك فالأوطان يُعمِرها أهلها بإخلاصهم وولائهم وتفانيهم وصدقهم في أعمالهم.

أبوي الغالي، رحلت جسدًا وتركت في قلوبنا لوعة وفي العين دمعة لن تمحوها الأيام ولا الزمان وستبقى روحك الطاهرة في قلوبنا وقلوب جميع محبيك وأصدقائك وأهلك وعشيرتك والسلط وأهلها الطيبون الذين بادلتهم المحبة الصادقة والمشاعر الصافية والكرامة بالكرامة والوفاء بالوفاء.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتقبل مشيئة الله الذي يقول في مُحكم التنزيل وهو أصدق القائلين: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

رحمك الله يا أبا ثائر وتغمَّدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.سنفتخر ونعتز بك للأبد وسنظل ندعو لك ما حيينا.

ابنك الوفي، نضال عادل الدباس





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :