facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"كيف يفكر نتنياهو؟ قراءة في كتابه مكان تحت الشمس"


مصطفى القرنة
14-08-2025 02:39 PM

يُعَدّ كتاب "مكان تحت الشمس" (A Place Among the Nations) الذي ألّفه بنيامين نتنياهو عام 1993، من أهم النصوص التي تكشف عن فكر الرجل ورؤيته السياسية والأيديولوجية للصراع في الشرق الأوسط، خاصةً ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية ودور إسرائيل في المنطقة. هذا الكتاب لا يقدّم فقط سردًا تاريخيًا من وجهة نظر إسرائيلية، بل يعكس بشكل مباشر ملامح مشروع نتنياهو السياسي ورؤيته لما يسميه بـ"الحقوق التاريخية لليهود في أرض إسرائيل".

إسرائيل الكبرى... من المسلمات

في كتابه، ينطلق نتنياهو من فرضية يعتبرها غير قابلة للنقاش: أن "أرض إسرائيل الكبرى " هي ملك تاريخي وديني لليهود، وأن لهم الحق المطلق في السيادة عليها. لا يُفرّق نتنياهو كثيرًا بين أراضي 1948 و1967، إذ يرى أن كامل الأرض الواقعة بين النهر والبحر هي أرض يهودية بالأساس، وأن أي وجود فلسطيني عليها هو طارئ وغير شرعي.

من هذا المنطلق، فإن فكرة "إسرائيل الكبرى" ليست مشروعًا مستقبليًا في عقل نتنياهو، بل واقع يجب تثبيته على الأرض، والدفاع عنه سياسيًا وعسكريًا. إنه يرى أن التنازلات الإقليمية لإقامة دولة فلسطينية ليست فقط تهديدًا لأمن إسرائيل، بل خيانة "للحقيقة التاريخية" التي يكررها مرارًا في كتابه.

رفض واضح للدولة الفلسطينية

يُبدي نتنياهو في كتابه رفضًا قاطعًا لفكرة الدولة الفلسطينية، معتبرًا أن الفلسطينيين ليسوا شعبًا متميزًا له هوية قومية تستحق كيانًا مستقلًا. بل يصف القضية الفلسطينية بأنها "اختراع حديث" لا جذور تاريخية له، ويُحمّل العرب، وتحديدًا القيادات الفلسطينية، مسؤولية فشل السلام بسبب "رفضهم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود".

الأمن قبل كل شيء

يرى نتنياهو أن أي مفاوضات سلام أو تسويات سياسية يجب أن تخضع لمبدأ أساسي: الأمن الإسرائيلي. هذا المبدأ يتجاوز الأطر الدبلوماسية ليُترجم إلى سياسات توسعية واستيطانية، هدفها إحكام السيطرة على مناطق استراتيجية، خاصة في الضفة الغربية والقدس.

تحييد العامل الدولي

من اللافت في الكتاب أيضًا، محاولات نتنياهو تسويق الرواية الإسرائيلية للمجتمع الدولي، وخصوصًا للغرب، من خلال توظيف القيم المشتركة مثل "الديمقراطية" و"محاربة الإرهاب". في نظره، إسرائيل هي قلعة الغرب في منطقة الشرق الأوسط، والدفاع عنها هو دفاع عن الحضارة الغربية نفسها.

كيف نفهم الرجل اليوم من خلال كتابه؟

قراءة نتنياهو اليوم لا تنفصل عن قراءة كتابه قبل أكثر من 30 عامًا. فالرجل لم يتغير كثيرًا، لا في خطاباته ولا في سياساته. ما يطرحه اليوم من تشديد القبضة على الفلسطينيين، وتوسيع المستوطنات، ورفض حل الدولتين، وتجريم المقاومة، هو ذاته ما طرحه نظريًا في مكان تحت الشمس.

إن فهم فكر نتنياهو من خلال هذا الكتاب يُعدّ مفتاحًا ضروريًا لفهم مواقفه في كل المفاوضات والتوترات والقرارات التي اتخذها خلال مسيرته السياسية الطويلة، والتي شهدت تحولات عميقة في خريطة الشرق الأوسط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :