موقع الإمساك .. بين الأذان الأول والثاني! .. ناديا هاشم / العالول
09-08-2011 06:44 AM
بينما كنت أستمع لأحد البرامج الدينية الإذاعية، سأل أحدهم الشيخ سؤالا طريفا عن حكم الدين في صائم إبتلع سهوا هبابة-قطعة طعام بحجم النقطة-كانت عالقة بين أسنانه.. ولسوء الحظ لم أسمع الإجابة بسبب تشويش طارىء على الإرسال..
قد يبدو السؤال طريفا ولكنه مقلق فالكثيرون لا يدركون أن الدين بقدر ما هو عبادة فهو معاملات وسلوك أيضا..
فقد خصّ شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص لكونه شهر العبادة والمغفرة وشهر الجوائز حيث يتم التركيز على العبادات، ونحن مع هذا التوجه لأن العبادة تطهِّر النفس وتزيل الضغائن شاحنة الأجواء بنفحات روحية تنبثق عن الصلاة والصيام والزكاة وقراءة القران.. ولكن ما أحوجنا للتوعيةالمستمرة لتطبيق العبادة على أرض الواقع فتعتدل كفتا الميزان بين عبادة وممارسة..
وبمناسبة هذه الرمضانيات أتناول هنا موضوعا طالما سمعنا نقاشات تدور حوله وهو موعد الإمساك عن الطعام والشراب هل يبدأ عند سماعنا الأذان الأول، أم الاذان الثاني- الفجر- ؟ وبما أنني لم أحظ بإجابة شافية فقد سلكت منذ زمن طويل درب السلامة حيث إجتهدت قديما مختارة سلامة التوقف عن تناول الطعام والشراب وقت السحور عند سماعي الأذان الأول..علما أن المدةالفاصلة بين الأذانيْن هي ربع ساعة..
فالأذان الأول يسبق صلاة الفجر ويعتبر سُنّة وذلك ليستيقظ من يريد أن يقوم الليل.. علما بان الكثيرين كانوا يؤكدون أن الإمساك عن الطعام والشراب يبدأ مع إعلان الأذان الثاني - أذان الفجر- ولو دققنا في الاية الكريمة: «وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر» وهذا إن دل على شيء فهو يدل على بدء إنقشاع الظلمة التي تحدث في وقت الفجر، عند الأذان الثاني..
حتى الإمساكيات الرمضانية التي يوزعونها لم تعالج هذه المسألة بتوقيتها بل اكتفت بذكر الأذان الأول والأذان الثاني -الفجر- إضافة إلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، دون أن تشير إلى وقت الإمساك، حتى وقعت بيدي أخيرا هذا العام إمساكية تضع الإمساك في خانة الأذان الأول، وكذلك الصحف حددت موعد الإمساك في وقت الأذان الأول..فحمدت ربي أنني كنت أتبع هذا التوقيت مسبقا..
ولكن هل يعني أن كل من بدأ الإمساك عند الأذان الثاني-الفجر- «راحت عليه» ؟
قد يجيب على هذا السؤال بحث للشيخ»علي الكليب» في موضوع «ميقات الفجر الصادق».. وهذا البحث نشرفي مجلة الأزهر عام 1982 حيث أنقله حرفيا :الأذان الأول قبل صلاة الفجر سُنّة، ليستيقظ من يريد أن يقوم الليل، وهو أذان لا يوجب الصلاة، ولا يحرم طعاما على صائم..
فحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم، وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. وكره بعض أهل العلم الأذان قبل الفجر في رمضان لئلا يلتبس الأمر على الصائمين.. قال ابن قدامة في المغني: ويُكره الأذان قبل الفجر في شهر رمضان.. نصَّ عليه أحمد، في رواية الجماعة، لئلا يغتر الناس فيتركوا سحورهم..
ونحن نعلق بدورنا إن كان تطبيق أذانيْن للفجر سيحدث بلبلة وخاصة في رمضان - فإننا نرى ضرورة الإيضاح وتوعية الناس أو الإكتفاء باذان واحد وهو الفجر !!
hashem.nadia@gmail.com
الرأي