لم يعد خافياً على أحد أن قصص الأردنيين الذين يتعرضون للسرقة في بعض الدول الأوروبية تتكرر بشكل لافت، حتى باتت حديث الجاليات والمسافرين على حد سواء. حقائب تُسلب، جوازات تختفي، وأموال تضيع في لحظة غفلة، ليجد المسافر نفسه وحيداً في بلد غريب لا يعرف من أين يبدأ ولا إلى أين يتجه.

هذه الحوادث المؤلمة تطرح تساؤلات مشروعة: هل ننصح بعدم السفر إلى تلك الدول إلا للضرورة القصوى؟ أم أن الحكمة تكمن في السفر بوعي ويقظة أكبر، مع اتخاذ أعلى درجات الحذر للحفاظ على الوثائق والأغراض الشخصية؟ الحقيقة أن العالم بات مفتوحاً، والتنقل بين الدول ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، لكن ذلك لا يعفينا من واجب التوعية والتحذير. المطلوب أن يعرف المسافر الأردني أن الوقاية تبدأ من لحظة خروجه من بيته، وأن عليه أن يكون أكثر حرصاً في المطارات والقطارات والشوارع المزدحمة التي تشهد عادة هذه الجرائم.

ورغم كل الصعوبات التي يواجهها ضحايا السرقات، فإن ما يبعث على الفخر والاطمئنان هو الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الخارجية الأردنية وعدد من سفرائنا الكرام. فقد تابعوا مؤخراً حالة أحد الأردنيات التي سُرقت جميع وثائقها في إحدى الدول الأوروبية، ولم يكن بحوزتها أي إثبات هوية أو جواز سفر. ورغم هذه التعقيدات، تولت سفارتنا مشكورًة مسؤولية مساعدتها وتأمين وثيقة سفر فورية لها ، حتى عادت إلى وطنها سالمة وذلك بعد ان قمت بالاتصال بأحد سفرائنا بالمركز الذي تحرك بسرعة فائقة مشكورا وتابع حالتها مع السفارة الاردنيه بأحد الدول الاوروبية . هذه المواقف ليست غريبة على مؤسساتنا الدبلوماسية، التي أثبتت مرة تلو الأخرى أن خدمة المواطن الأردني في الخارج أولوية لا تقبل التردد.

من هنا، فإن رسالتنا للمواطنين واضحة: لا تخافوا السفر، لكن سافروا بحذر. احرصوا على حمل نسخ إلكترونية من وثائقكم، لا تحتفظوا بكل أموالكم في مكان واحد، انتبهوا لحقائبكم خصوصاً في الأماكن العامة، ولا تترددوا في التواصل مع سفاراتنا فور وقوع أي طارئ.

وختاماً، شكراً لوزارة الخارجية الأردنية، وشكراً لسفرائنا الذين يقفون صفاً أول في حماية أبناء الوطن في الغربة. هذه الجهود المخلصة تجعل الأردني يشعر أن كرامته مصانة، وأن وطنه حاضر معه أينما حلّ.