facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حول التغير المناخي: حكاية جيل يرى الطبيعة بعين مختلفة


عبدالله حمدان الزغيلات
29-08-2025 02:42 PM

نعود للأمس ومن تجربة أمي نتعلم، فهي نموذج إنساني لفهم طبيعة ظاهرة التغير المناخي، فكانت أمي جميلة بنت زايد -رحمها الله- دائمًا ما تردد هذا المثل الشعبي، القائل: "من قلة هدانا صيفنا صار شتانا"، عندما يطول انتظار الأمطار ويقصر فصل الشتاء، وعكس ذلك مع فصل الصيف. على الرغم من عدم استكمالها للدراسة بسبب ضنك الحياة والعادات والتقاليد البالية، والتي حرمتها من حقها المستحق، وفوقها زواجها في وقت مبكر، فلم يحرمها القدر من تلقي العلم في مدرسة الحياة، فقد كان لديها معرفة واسعة في أصول المجتمع وأبجدياته وخاصة بظاهرة التغير المناخي، لا أعلم كيف؟ ولماذا؟ ربطت التغير المناخي في الوازع الديني وغيابه، توليفة غريبة وعجيبة، هذا كله فطريًا دون أي وسيلة تقليدية أو حديثة للتعلم، فكانت مستودعًا للحكمة، وفي أي موقف كان في جعبتها الكثير من الأمثال الشعبية والعربية تجسد الحالة بحذافيرها، رحلت أمي العزيزة بوقت مبكر، دون إنذار وبشكل مفاجئ، وتعلمنا منها الكثير الكثير، تاركه خلفها تاريخ حافل بالذكريات والمشاهد المؤثرة، والتي لا تعد ولا تحصى.

أما ظاهر التغير المناخي وما يصطحبها من تغير في أنماط الهطول، والاحتباس الحراري، وانخفاض معدل الأمطار، وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة، وزيادة في التبخر المياه المتجمعة في السدود وما شابه ذلك، مما لا يجعل مجالا للشك أن التغير المناخي هو السبب الرئيس في إنقلاب الطقس عالميًا، ويتمثل أيضًا في ارتفاع درجات الحرارة كما أسلفنا سابقًا، ويُعزى بشكل كبير للأنشطة الإنسانية مثل زيادة استهلاك الوقود، ويؤدي إلى ظهور ظواهر جديدة، مثل: العواصف الشديدة، والفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر، ونقص المياه والغذاء، فإن أساس الغذاء والدواء المياه النظيفة، كل ذلك يؤثر سلبًا على الإنسان والحيوان والطبيعة والنظام البيئي ككل. موضوع معقد ومتشابك، والإطالة فيه قد يؤدي ذلك للدخول في مجالات علمية لست مختصًا فيها، ولكن لدي يقين تام أن غياب الوازع الديني له أثر كبير فيما وصلنا إليه، نقف متضرعين إلى الله -جل علاه- أن يجنبنا هذه الظواهر التي تهلك الحرق والنسل، ويصعب على الإنسان التصدي لها إذا استفحل الخطب، وأصبح الوضع خطيرًا، متفاقمًا، وشديدًا في سوئه.

وعلى القائمين والمعنيين المسؤولية في التوعية والتثقيف تجاه هذه الظاهرة العالمية الخطيرة التي لا يمكن التهاون معها، دون اتخاذ إجراءات مكثفة وواسعة على كافة الأصعدة، وهنا التعويل على السياسيين وأصحاب القرار في تبني تلك الإجراءات، حيث يدرك العالم مدى خطورتها في قادم الأيام.

رحم الله أمي وأسكنها فسيح جناته، ونسأل الله العظيم القادر أن يستعملنا ولا يستبدلنا، ونسأل الله العظيم أن يرحم ضعفنا، ويلهمنا رشدنا،ويعيننا في حفظ نعمته علينا، فلا نكون من المفسدين في الأرض، بل من العاملين لعمارته وصونه للأجيال القادمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :