ذات يوم قمت بدعوة أيمن الصفدي إلى صالون السبت في أمانة عمان.. جاء الكثير من الصحفيين، وكان حديثه مفصليا .. ومهما وجريئا ..
بعد أن انتهى الحوار ذهبنا لشرب القهوة ، ثم خرجت كي أودعه ...وعلى باب مركز الحسين الثقافي ، جاءه هاتف ، رد عليه فورا وانزوى في ركن بعيد من مدخل مركز الحسين الثقافي ...
غاب ما يقارب ال ( ١٠ ) دقائق ، لكنه عاد والدموع تهطل من عينيه ، حاول أن يمسحها أمامي ، حاول أن يتجاوز المشهد ...حاول أن يقفز من من على موجة الحزن التي اجتاحته ، وأنا تهت في بحر الذهول .
حين استدرجته للحديث تبين لي أن أمه هي التي كانت تتحدث على الهاتف ، تبين لي أيضا من خلال حديثي معه ، أنه لم يشاهد أمه منذ شهرين بسبب سفره ، بسبب انشغاله ، وتبين لي أن سبب البكاء هي جملة قالتها له امه أثناء المكالمة وهي : ( ان شالله يا ميمتي ما يجيك وقت تندم على هالأيام اللي ما شفتني فيها ) ...
يالله كم شعرت به ضعيفا مهزوزا متعبا محطما ... وللعلم أنا أعرف العائلة جيدا ، أيمن هو الأحب ، هو الغالي والحنون ، هو الأقرب لأمه ...
ما زالت امك أيها الرفيق والحبيب تنتظرك .. كي تأخذها إلى مزرعتكم في الأزرق ، ما زالت تريدك أن تدعو إخوتك إلى منسف ، وتلمهم حولك ...
أنا اعرف وأنت تعرف أنها في منتصف الثمانين من عمرها ، وأعرف أن الخارجية اغتالت صحتك ، وأتعبتك .. وأن السفر أنهكك ... لكني يا رفيق الخطى المتعبة أعرف معنى قبلة الأم ، أعرف معنى ابتسامتها ... وثق تماما أنها تابعت كلمتك في مجلس الأمن وهي فخورة بك ، مثلنا تماما ...
يكفيك السفر ،عد لحضن الوالدة يوما واحدا أو يومين ...
نحن نحبك مثلها .. لأنك من طينتنا ، لأنك أيمن ابن البلد ... أنا قررت منحك إجازة تعود فيها لحضن الوطن لحضن أمك.