ما حدث بعد احداث ٧ اكتوبر ، انما يجسد الدخول العملي لمرحلة تنفيذ المخطط الاسرائيلي بعد ان باتت الفرصة مواتية امامه ، وابرزها حالة الضعف العربي ، التي لم تكن متوقعة حتى والابادة الجماعية في غزة بلغت مستويات لم يشهدها التاريخ من قبل .. هذه هي مرحلة الحقيقة فيما يخص المنطقة وما يخطط له الكيان الاسرائيلي المدعوم اميركيا وغربيا والتي باتت فيها كل الاوراق مكشوفة وعلى الطاولة ..

ولكنها بنفس الوقت قد تشكل صحوة عربية واسلامية وان متأخرة ، بحيث نبدأ نشهد تغيرات او تطورات في المشهد العربي تحديدا اساسه توظيف ما تمتلكه الدول العربية ( والاسلامية ) والخليجية من اوراق اقتصادية من شأنها بعث رسائل او اشارات الى ادارة ترمب تحديدا بوجود نوايا او توجهات لها نحو تبني خيارات او بدائل على شكل تنويع في العلاقات والتحالفات وحتى مصادر التسليح .. في ظل بيئة دولية مهيأة من شأنها مساعدة دولنا على المضي بهذا الاتجاه . وذلك بعد ان دخل زعيم البيت الابيض في صدامات مع كافة الاطراف الدولية المؤثرة تحديدا بصورة جعلتها تشعر ان المنظومة الدولية غير أمنة في ظل الاحادية القطبية .. وبدى ان هناك اشارات واضحة تشي باحتمالية ان تدخل هذه الاطراف على خط المنافسة لانقاذ البشرية من ويلات هذه الاحادية والانتقال بالزعامة العالمية لتصبح متعددة الاقطاب ..

اشارات بعثت بها الصين في اكثر من مناسبة ، إن من خلال مؤتمر شنغهاي الثاني الذي عقد على ارضها ، وبحضور روسيا والهند ودول وسط اسيا وما تخلله من استعراض عسكري صيني كبير ، او من خلال اعلانها عن الاستعداد للتعاون العسكري مع دول اخرى بما يخدم السلام العالمي او حتى بريكس ( الصين ، روسيا ، الهند ، البرازيل ، جنوب افريقيا ) الذي يستهدف ايجاد نظام مالي جديد .. او حتى تصريح الرئيس الروسي بوتين بان بلاده والصين يريدان تغيير شكل النظام الدولي ..

مثل هذه البيئة هي مناسبة بالضرورة للدول العربية والاسلامية والخليجية لتتحرر من قبضة الهيمنة الامريكية .. بحثا عن مستقبلها وحريتها في ظل ما تمتلكه من ادوات واوراق تجعلها قادرة على الاسهام في تغيير شكل هذا النظام الدولي . وقد يكون مقترح تشكيل محور سني يتكون من الاردن ومصر ودول الخليج وتركيا والباكستان واحد من هذه الخيارات .. دون ان نغفل الاتفاقية الامنية التي وقعت بين السعودية والباكستان والتي جعلت من الاولى مشمولة بالمظلة الامنية النووية الباكستانية ، الامر الذي قد يتسع ليشمل اطرافا عربية واقليمية اخرى ستجد التشجيع من الصين وروسيا ..

٧ / اكتوبر .. هو المحرك او البداية او لنقل نقطة الانطلاق نحو كل هذا التحول بغض النظر عن الكيفية التي سيتم بها .. لكنه بدأ ..