الحروب السيبرانية عبر منصات الألعاب
م. هاني محمود البطش
23-09-2025 10:21 AM
لم تعد منصات المحادثات الخاصة بالألعاب الإلكترونية مثل Discord مجرد فضاءات للترفيه أو التنسيق بين اللاعبين. لقد تحولت في حالات عديدة إلى ساحات خلفية لإدارة حروب سيبرانية، وبث رسائل موجهة، بل وحتى تعبئة جماهيرية قد تغيّر مسار دول بأكملها.
1. استخدام Discord كساحة للتعبئة والتوجيه
• المنصة، بتقنياتها السهلة والآمنة نسبيًا، وفّرت مساحة لتنظيم الشباب النيبالي وتوجيههم عبر غرف خاصة ومحادثات مشفرة.
• بدلاً من تبادل استراتيجيات لعب، جرى تبادل خطط سياسية وأمنية، وتحديد خطوات عملية للتحرك ضد الحكومة.
• جاذبية بيئة الألعاب سهّلت استقطاب الفئة العمرية الأصغر، حيث كانت اللغة غير رسمية وممتزجة بالمرح، مما جعل الخطاب السياسي يمر بسلاسة.
2. ChatGPT كأداة لصياغة “المستقبل السياسي”
• جرى الاستعانة بنماذج لغوية مثل ChatGPT لاختيار ملامح الحكومة الجديدة: من توزيع الحقائب الوزارية إلى وضع سياسات عامة “مقترحة”.
• الأداة ساعدت في خلق سردية “حكومة بديلة جاهزة”، مما أعطى الحركة الشبابية إحساسًا بالجدية والواقعية.
• هنا يظهر الوجه المزدوج للذكاء الاصطناعي: أداة دعم قرار مبتكر، وأداة محتملة للتلاعب السياسي إذا استخدمت خارج الأطر الرسمية.
3. الدروس المستفادة
• مرونة المنصات الرقمية: أي فضاء مفتوح قد يتحول من مساحة لعب إلى ساحة صراع.
• قوة التعبئة الرقمية: قدرة مجموعات شبابية صغيرة على إحداث أثر سياسي ضخم عبر بيئة رقمية مألوفة لهم.
• الذكاء الاصطناعي كفاعل سياسي: ليس مجرد أداة تقنية بل طرف مؤثر في إعادة تشكيل المشهد السياسي.
4. ما الذي يجب مراقبته؟
• على الحكومات إدراك أن فضاءات غير تقليدية مثل ألعاب الفيديو أو منصات الترفيه يمكن أن تكون مسرحًا لتحولات سياسية وأمنية كبرى.
• الحاجة إلى أطر تنظيمية وأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الشأن العام.
• بناء بدائل وطنية آمنة لمنصات المحادثة لحماية النقاشات الداخلية من التدخل الخارجي.
* استشاري الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي