في مسيرة البناء الوطني، تبرز القيادة الواعية كحجر الزاوية في صناعة النجاح، وهي الفلسفة التي تنتهجها حكومة الدكتور جعفر حسان، والتي حصدت ثقة 70% من الأردنيين، ليس كرقم عابر، بل كتأكيدٍ على أن اختيار القيادات الناجحة هو الذي يقود إلى اختيار الناجحين، و إن توزيع الأدوار بحكمة هو الأساس في بناء دولة الكفاءات.

هذه الثقة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج رؤية ثاقبة تدرك أن عمق التطوير يبدأ من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، مما يخلق نسيجاً قيادياً متجانساً قادراً على تحمل مسؤوليات المرحلة.

لقد أدركت هذه الحكومة منذ بدايتها أن القيادة الحقيقية لا تُختزل في فرد، بل تتبلور في فريق متكامل، يوزع الأدوار بحكمة ويوظف الطاقات بشكلٍ أمثل.

فكان الحرص على تمكين الكفاءات الإدارية وتفويض الصلاحيات للأمناء العامين خطوة جوهرية لتعزيز المرونة والاستجابة السريعة لتحديات الميدان.

هذا النهج التشاركي لم يكن مجرد شعار، بل تحول إلى منهج عملٍ قائم على الثقة المتبادلة، حيث يصبح كل قائد مسؤولاً عن عمله ، وكل مسؤولٍ شريكاً حقيقياً في صناعة القرار، مما يعكس فلسفة راسخة مفادها أن الإدارة الناجحة هي التي تختار من يستحق، وتوكل المهام لمن يحسن التنفيذ.

إن طموحنا بقيادة الدكتور حسان يتجاوز تحقيق إنجازات آنية، إلى صناعة جيلٍ جديد من القيادات القادرة على حمل الراية واستكمال المسيرة.

فالحكمة في توزيع الأدوار لا تقل أهمية عن الحكمة في صياغة السياسات، لأن القيادة التي تختار مساعديها بعناية هي القيادة التي تبني مستقبلاً مستداماً.

وهذا ما تؤكده التجارب الدولية الناجحة من اليابان إلى الصين وفنلندا، حيث كان الاستقرار القيادي والاستمرارية في السياسات هما السر وراء تحولها من دولٍ ضعيفة إلى قوى اقتصادية كبرى.

إن الأردن اليوم بأمس الحاجة إلى هذه الفلسفة في القيادة والإدارة، فلسفة ترفع شعار "الاستحقاق" أساساً للاختيار، و"الحكمة" معياراً لتوزيع الأدوار.

فالتغيير السريع في القيادات يهدر الطاقات ويعطل مسيرة التنفيذ، بينما يضمن الاستقرار القيادي تراكم الخبرات وترسيخ المنهجية.

لقد منح الأردنيون ثقتهم لحكومة الدكتور حسان لأنهم رأوا فيها تجسيداً لمعيار الاستحقاق، ورؤية واضحة لصناعة قيادات الغد.

هذه الثقة هي رأس المال الأهم لمواصلة مسيرة التصحيح والإنجاز، وضمانة لاستكمال ما بدأته من مشاريع إصلاحية، تحقق في نهايتها النهضة الشاملة التي نتمناها جميعاً لوطننا الغالي.